تقرير عام وشامل للاب ايلي خنيصر المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المُناخ في بوسطن حول وضع الطقس خلال شهر كانون الاوّل في المنطقة والعالم:
28/12/2022
بعد انحرافه نحو كندا والبحيرات الخمسة، منذ بداية كانون الاول، انهارت قيم ضغطه ولامست 940hpa فسبب المنخفض الايسلاندي انفجاراً يوازي بقوته قنبلتين نوويتين طالتا القارة الاميركية شمالاً وجنوباً وشرقاً وقسماً من الشمال الغربي، وشمال الاطلسي، اذ جذب ضغط الايسلاندي المنهار، المرتفع القطبي الجليديّ فتجمعت الرياح الباردة فوق كندا وسقطت بشكل كتل جليدية نحو وسط وشرق اميركا فوصلت الحرارة في بعض الولايات الى 55 درجة تحت الصفر، وهبت الرياح القطبية بسرعة وصلت في بعض الولايات الى 110 كم في الساعة بسبب تفاوت الضغوط الجوية بين 1045hpa و 980hpa في بعض الولايات الاميركية، ودام هذا الوضع حوالي الثلاثة اسابيع، كان اقساها اسبوع الميلاد،
في هذا الوقت، كان سيّد اوروبا وشمال افريقيا، هو المرتفع الآزوري الذي وصل ضغطه المرتفع فوق ايطاليا والنمسا الى 1042hpa في بعض الايام، وفوق شمال افريقيا 1028hpa، و1032hpa فوق تركيا، اما المرتفع شبه مداري بين الاردن والعراق وسوريا ولبنان وصل الى 1026hpa، وسوف يشتد نشاط هذا الاخير خلال هذا الاسبوع الى 1030hpa فوق سوريا، هذه الحالة من المرتفعات الجوية، حجبت المنخفضات عن دول المغرب ووسط اوروبا وشمال افريقيا والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وحولتها نحو روسيا من خلال الدول السكاندينافية شمالاً ، بينما نرى، حالياً، المنخفض الايسلاندي فوق الدول السكاندينافية يواجه ضغط الازوري المرتفع والمسيطر على وسط وجنوب وغرب وشرق اوروبا، هذا هو حصار الضغوط المرتفعة التي تمنع وصول المنخفضات نحو اليونان وتركيا وبالتالي لبنان والجوار ولن يتمكن الايسلاندي من اختراق اوروبا او اختراق المرتفع الآزوري، ما لم يصل ضغطه المنخفض الى ما يقارب 955hpa،
ففي العام الماضي كان دور الايسلاندي فعالاً على شرق اوروبا وغرب روسيا منذ منتصف كانون الثاني، فجذب نحو الشرق الاوسط المنخفضات والكتل القطبية، فهو باختصار: مصدر الخيرات. فحيث يسبط خطوط ضغطه المنخفضة، يستقطب نحو ها البرد والامطار،
وماذا عن غياب الامطار حاليا؟
في الوقت الحالي، يتطلب وضع المرتفعات في اوروبا لكي يتراجع، حوالي العشرة ايام،
ما لم تأتي الامطار من الجنوب مدفوعة من منخفض البحر الاحمر،
يُفترَض ان ينحرف المرتفع الآزوري نحو شرق الاطلسي وغرب اوروبا، وأن يتمدد المنخفض الايسلاندي نحو اوروبا الوسطى والشرقية ليعود الينا سيناريو العام الماضي من منخفضات متتالية ونزولات قطبية بدأت في ١٧ كانون التاني وانتهت في ٣٠ آذار.
ما هو وضع الطقس في شبه الجزيرة العربية؟
منذ حوالي الشهر، نَشُطت حركة منخفض البحر الاحمر بين وسط المملكة السعودية والسودان ومصر وسيطر الضغط المنخفض على شرق افريقيا وشبه الجزيرة العربية،
فسلكت الرياح الشمالية الباردة خطها من البحر الاسود وتركيا حيث الضغط المرتفع وصل الى 1028hpa، نحو جنوب شبه الجزيرة العربية حيث الضغط المنخفض وصل الى 1003hpa
فبدأت الرياح الرطبة الدافئة تتجه من بخر العرب شمالاً وتصطدم بالرياح الباردة وتشكل منخفضات مدارية طوفانية تتمدد من بحر الاحمر نحو جدة ومكة المكرمة والرياض الامارات والكويت والعراق تترافق مع امطار غزيرة وتساقط هائل للبرد،
وسوف يصل هذا السيناريو الى الذُروة يوم الجمعة مع تشكل منخفض مداري عالي الفعالية سيتحول الى طوفاني تتخطى هطولاته 170 مم بين جدة والطائف ومكة المكرمة الامر الذي يهدد هذه المدن بالغرق والسيول والفيضانات وسيتمدد نحو الرياض بشكل تدريجيّ، بين الجمعة والاحد، ناهيك عن المناطق الواسعة في الربع الخالي من الصحاري، التي ستتعرض الى امطار غزيرة ستُشكل الواحات والمستنقعات،
ننتظر افضل سينارو لعودة الخيرات الى الشرق الاوسط وهو التالي:
تراجع قوة الآزوري عن اوروبا وشمال مصر وليبيا، وانحرافه نحو المحيط الاطلسي وغرب اوروبا/ سقوط المنخفض الايسلاندي بضغط منخفض نحو شرق اوروبا وغرب روسيا،
نحو الحوض الشرقي للبحر المتوسط كما كان في العام الماضي.