كتبت جوزفين ديب:
بعد قطيعة طويلة رافقها اشتباك سياسي بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي بدا واضحاً في مواقف نواب الكتلتين، نجح وسيط بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في جمعهما على مائدة غداء يحضرها النائب تيمور جنبلاط.
وفي المعلومات أن هذا اللقاء يأتي بناءً على مبادرة من باسيل الذي سبق أن عبّر عن رغبته في مناقشة الملف الرئاسي مع جنبلاط عبر أكثر من وسيط، إلا أن كل الوساطات السابقة لم تصل إلى نتيجة.
وفي سياق المساعي لحصول هذا اللقاء، لا بد من الإشارة إلى مساعٍ ولقاءات سابقة حصلت بين الطرفين، وآخر اللقاءات كان في زيارة وفد من نواب التيار يرأسه النائب سيزار أبي خليل الحزب التقدمي الاشتراكي حيث التقوا نواباً من اللقاء الديمقراطي يتقدمهم تيمور جنبلاط في إطار جولة التيار على كل القوى السياسية لتقديم ورقة الأولويات الرئاسية في تشرين الأول ٢٠٢٢.
وقبل ذلك لا بد أيضاً من العودة إلى لقاء اللقلوق في أيلول عام ٢٠١٩ الذي جمع باسيل بالنائب تيمور جنبلاط ضمن مسعى شارك فيه النائب سيزار أبي خليل.
في قراءة المصالح المشتركة بين الطرفين، فإن باسيل يعمل على تطويق وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة عبر مجموعة من اللقاءات يسعى للقيام بها، وجنبلاط من جهته يشكو عدم التمديد لرئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن أمين العرم المحسوب عليه، وبالتالي قد يكون لقاؤه مع باسيل طريق عبور لتوقيع وزير الدفاع موريس سليم قرار التمديد.
وقبيل تأكيد اللقاء، كان النائب وائل أبو فاعور قد زار معراب موفداً من جنبلاط والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحضور النائب ملحم الرياشي، في إشارة إلى استمرار مشاركتهما المقاربة الرئاسية. ففي قراءة بسيطة لخريطة علاقة القوى السياسية وتحالفاتها، قد يكون لقاء غداء يوم غد بين باسيل وجنبلاط كلقاء باسيل والرئيس بري الذي لم يصل فيه باسيل أيضاً إلى أي قواسم مشتركة مع رئيس المجلس.