كتبت كريستابيل نجم: النسوية، ليست أمّة النساء العاريات أو المشعوذات ذوي الأخلاق النتنة كما يتيقّن البعض بأفواههم، لسنَ بفتيات ضالّات ولا بسجينات هاربات من عدالة الحياة، لسنا بمجرمات شرّعنَ قتل الجنس الآخر بوتيرة متلاحقة وبلا رحمة. النسوية، ليست مرادفًا للسعادة الدائمة داخل مجتمع خالٍ من الرجال، ليست بحرب ولا بأساطير تتوهّم بأحداث خياليّة. حرف النون هو النور وبعده الس أيّ السلام، الواو أيّ الوناسة، الياء وتعني اليقين، أمّا التاء فهي دلالة على الإناث كما تؤرّخ كتب قواعد اللّغة العربيّة. آدم وهو الأب، الأخ، الحبيب والصديق، هو ذاك الّذي خلقه الله على صورته ومثاله، محبًّا، عطوفًا، وديعًا وجذابًا.
النسوية، هي حواء الّتي أنجبت، داوت، علّمت وثابرت، فخذلها ذاك الّذي حضنته داخل أحشائها تسعة أشهر ليتحوّل من ملاك وديع إلى وحش بريّ ينهش كيانها.كلّا، لسنا بعاشقات يائسات ولا باحثات عن ودائع ماليّة لدى بعض الرجال، فهناك من كرّس حياته لنا فدعمنا سياسيًّا، إجتماعيًّا ونفسيًّا، هم بطبيعتهم رجال.
جلسات الوناسة تلك لتحقيق العدالة ما بين الجنسين، ليست بخطاب الكراهيّة إنّما تنشد أنغام الواقع المُحتَّم بالسّلام، بالحريّة والإستقلاليّة.نهتف بجوارح حلقنا “الرحمة” من قانون أودعنا ثائرات، ضحيات ولكنّنا لسنا بالخاضعات، بل مسالمات.
أتُدفن الضحيّة تحت التراب حيّةً فيواسيها الظالم بباقة من الشوك تتلألأ على أكتاف نعشها؟ ما يوازي المثل المأثور: ” بيقتل القتيل وبيمشي بجنازتو “.نعم، نحن “خطيرات” مظهرًا، ثقافةً، أدبًا وفكرًا. نمثّل سيدات الطرب الأصيل، شهيدات العنف، الحرب والسجون، رائدات المجتمع بكافة تفاصيلهنَّ.
نحن خطيرات!حقوقنا، معتقداتنا، أجسادنا بخيوطها وطيّاتها وما أجمل رونقة مسارها، ذاك الثّدي الّذي نضطر لانتشاله نتيجة ظروف قاهرة لا يحيّد هوية الأنوثة لدينا. ذاك الصوت، تلك المشاعر، ذاك الشعر الطويل أم القصير والمتواجد على جلدنا لا يعيبنا. تلك الحواجب، الأظافر، القامة والوزن كلّها فتّانة على هوى أشكالها. نحن النسوية نلقّب بالخطيرات!