تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 13 كانون الأول 2022، بإحداث حالة من التوازن بين المصالح الدينية والعلمانية في إسرائيل، في الوقت الذي يحاول فيه جاهداً تشكيل حكومة جديدة مع الأحزاب اليهودية القومية والدينية المتشددة.
نتنياهو قال أمام البرلمان: “سنحافظ على الوضع الراهن، سيعيش الجميع وفقاً لعقيدتهم الخاصة. لن تصبح هذه دولة ذات قانون ديني، لكنها ستكون دولة تحتضن جميع مواطني إسرائيل دون استثناء”.
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت قالت فيه مصادر إسرائيلية مطلعة، إن الأميركيين يتابعون بقلقٍ تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو والأحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، سعياً إلى تبيُّن النهج الذي تنوي هذه الحكومة أن تتخذه في التصرف بشأن الضفة الغربية.
فيما يرى محللون أن عودة نتنياهو للحكم مجدداً، وفوز الحركة الكهانية غير المسبوق وحصولها على حقائب وزارية في الحكومة القادمة سيكون لهما تأثيرات هائلة على الصراع والبيئة الإقليمية وحتى على العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.
إذ علقت صحيفة “هآرتس” بالقول إنّ “إسرائيل الآن على حافة ثورة يمينية ودينية وسلطوية، هدفها تدمير البنية التحتية الديمقراطية التي بنيت عليها الدولة. قد يكون هذا يوماً أسود في تاريخ إسرائيل”، وسينعكس هذ الصعود الذي يقوده نتنياهو بشكل سلبي بكل تأكيد على العلاقات مع دول المنطقة؛ مثل الأردن التي وصلت الخلافات بينها وبين حكومات نتنياهو السابقة إلى أسوأ مراحلها منذ توقيع اتفاقية “وادي عربة” عام 1994.
وفي المقابل، يلقى نبأ صعود نتنياهو في الانتخابات وعودته إلى السلطة وقعاً إيجابياً على موجة التطبيع في المنطقة، ولدى دول مثل الإمارات والبحرين، التي وقعت اتفاقات “أبراهام” مع حكومة نتنياهو قبل نحو عامين، أو حتى لدى السعودية التي أشار نتنياهو في أكثر من مناسبة، إلى احتمال عقدها اتفاق تطبيع مع إسرائيل، رغم نفي الرياض ذلك.