وآخر فصول هذه المواجهات كانت يوم أمس في زحلة، حيث إعتصمت السيدة جهاد سيف الدين مع ابنتها البالغة تسعة أعوام في فرع بنك «سوسيتيه جنرال» بوسط المدينة، بعدما دخلته بناء لموعد مسبق، ورفضت أن تخرج منه بالقوة على رغم الإستعانة بقوى الأمن الداخلي، لتغادر بعد أكثر من ساعة من انتهاء دوام موظفيه، مع تعهّد خطيّ حصلت عليه من إدارة المصرف ومن القوى الأمنية بتحويل المبلغ المطلوب الى ابنها الذي يتعلّم طبّ الأسنان في أوكرانيا.
وجهاد زوجة نقيب متقاعد في الأمن العام اللبناني، وهي أم لأربعة أولاد، أصغرهم إبنتها التي أحضرتها معها الى المصرف. كان اثنان من أولادها يتعلّمان الطبّ في أوكرانيا.
إلّا أن أحدهما الذي كان يتخصّص بالطبّ العام إضطر للتوقف عن متابعة دراسته، بعدما بات رصيد عائلته في المصرف لا يكفي لتغطية نفقات علمه، وتحوّل لبيع الأجهزة الخليويةفوفقاً لجهاد «كان لدينا مبلغ مئة ألف دولار، إلّا أننا لم نأخذ منه سوى 18 ألف دولار، بعدما حصّلنا الدولار على تسعيرة الـ8 آلاف ليرة للدولار»، أما مجمل المبلغ المتبقّي لديها فهو 10 آلاف دولار و5 ملايين ليرة، تقول إنّها ستكتفي بتحويل 6 آلاف دولار منه لابنها الذي يتخصّص بطب الاسنان، لأنها لن تسمح كما قالت بأن يخسر شهادته بعدما بلغ عامه الدراسي الأخير.