يسعى البعض لاتخاذ تدابير لتقليل انبعاثات الكربون في كوكب الأرض أو على المستوى الفردي لترشيد الاستهلاك وتقليل النفقات الشهرية سواء من خلال إطفاء مصابيح الإنارة المنزلية عند عدم استخدامها أو اتخاذ قرار بالمشي بدلاً من قيادة السيارة.
إلا أن الحفاظ على البيئة والتقليل من الانبعاثات الكربونية لا يقتصر على ذلك بل يتعداه ليشمل بعض أنواع الطعام التي يمكن استبدلها بأصناف أخرى أقل ضرراً على البيئة، بحسب دراسة جديدة أعدها باحثون، وفق موقع “ديلي ميل” البريطاني.
وتوصلت الدراسة إلى توصيات بإجراء بعض المقايضات عند التبضع بهدف خفض ما وصفوه بـ “السعرات الحرارية الكربونية”.
كذلك أشارت النتائج إلى أن الأشخاص، الذين يتطلعون إلى أن يصبحوا أكثر حفاظاً على البيئة والمساهمة بإيجابية لمكافحة ظاهرة الاحترار، يجب أن يستبدلوا جبنة فيتا بجبن الموزاريلا وأن يقوموا بإعداد البرغر الخاص بهم في المنزل بدلاً من شرائه جاهزاً.
واشتملت الدراسة على قياس للبصمة الكربونية، التي يمكن أن تنشأ بناءً على متوسط محتويات سلة تسوق، من خلال فحص مسيرة 30 منتجاً غذائياً بداية من الحقل أو المزرعة ووصولًا إلى رفوف السوبر ماركت.كما تضمنت قياس مستويات أكسيد النيتروز من الحقول والانبعاثات من الأسمدة والانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات واستخدام الطاقة في المصانع وإنتاجية المحاصيل.الموزاريلا والحلوم .
إلى ذلك، تمكن فريق الباحثين من تقدير عدد كيلوغرامات ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث لكل كيلوغرام من المنتجات النهائية، حيث تبين أن منتجات مثل جبنة الفيتا وجبن الماعز تتطلب كميات هائلة من الماء لإنتاجها، مما يؤدي إلى إطلاق 34 كغم من ثاني أكسيد الكربون/كغم و46 كغم من ثاني أكسيد الكربون/كغم على التوالي أثناء الإنتاج.
وينصح الخبراء المتسوقين بالتفكير في استبدال تلك المنتجات بجبنة الموزاريلا، التي تقتصر الانبعاثات الناجمة عن تصنيعها على 9 كغم من ثاني أكسيد الكربون/كغم) أو الحلوم، التي لا تتخطى انبعاثات تصنيعها 30 كغم من ثاني أكسيد الكربون/كغم.
لحم مفروم وبروكلي طازج
كما كشفت نتائج الدراسة أن لحم البقر المفروم ينتج عنه نسبة أقل من ثاني أكسيد الكربون بحوالي 25% مقارنة بالبرغر الجاهز.
وتشمل الخيارات السهلة الأخرى التحول من شراء البروكلي المجمد إلى البروكلي الطازج، واختيار الزبادي من وعاء ورقي بدلاً من العبوات الزجاجية.
مفارقات مدهشة
بدوره، أوضح دكتور إريك إيدلوند، نائب رئيس قسم العلوم في CarbonCloud المتخصصة في المعلومات الغذائية، أن نتائج الدراسة كشفت مفارقة هي أن بعض أنواع الطعام، التي يُتصور أنها أكثر اصطناعية ومعالجة ربما لا يكون لها دائماً بصمة كربونية أعلى.
وأشار إلى أن البعض ربما يقلق من أن إجراء المقايضات في محتويات سلة التسوق من السوبر ماركت يمكن أن تؤدي لزيادة الإنفاق الإجمالي.في حين أن مقارنة متوسط تكاليف سلتي تسوق محتويات إحداهما تشتمل على منتجات “الكربون المرتفع” والأخرى تشتمل على منتجات ذات انبعاثات “كربون منخفضة”، أكدت أن سعرهما متشابه.
تأتي نتائج الدراسة بعد وقت قصير من دعوة باحثين من جامعة بريستول البريطانية للمطاعم لإضافة ملصقات كربونية إلى قوائمهم لتشجيع رواد المطعم على اختيار خيارات أكثر خضرة لتعزيز جهود مكافحة الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الكربونية.