اندلعت مصادمات بين قوات من الشرطة الإيرانية ومتظاهرين تجمعوا بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة شابة كانت قد لقيت مصرعها متأثرة بالرصاص في مظاهرة قرب العاصمة طهران.
وللحيلولة دون وصول الآلاف إلى مقبرة الشابة هاديس نجفي، أغلقت السلطات أبواب المدافن التي تضمّ مقبرة عائلة نجفي.
وأطلقت الشرطة النار على الحشود، بحسب ما أفاد به شهود.
وأظهرت مقاطع فيديو محتجين يقطعون طريقا سريعا في مدينة كرج غربي طهران، ويضرمون النار في مركبة، مردّدين هتافات مناوئة للحكومة.
وكانت قوات أمنية، الأسبوع الماضي، قد فتحت النار على حشود تجمعت بمناسبة مرور 40 يوما على وفاة مهسا أميني، الشابة التي أشعلت وفاتها في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق احتجاجات عمّت أرجاء إيران.
كما أحيت الحشود كذلك ذكرى وفاة نيكا شكرمي، المراهقة التي لقيت حتفها في أثناء الاحتجاجات الراهنة.
وكانت هاديس نجفي، التي بلغت من العمر 22 عاما، ناشطة على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك.
وفي يوم الـ21 من سبتمبر/أيلول سجلت نجفي مقطع فيديو على هاتفها المحمول بينما كانت تمضي للمشاركة في مظاهرة بمدينة كرج.
وبينما كان الظلام قد بدأ يخيّم على المدينة، قالت نجفي في الفيديو الذي حصلت عليه بي بي سي: “آمل في غضون سنوات معدودة عندما أعود لأتذكر تلك الأيام، أن أكون قد أصبحت سعيدة بأن كل شيء قد تغيّر للأفضل”.
وتقول عائلة هاديس إنها قُتلت متأثرة برصاص قوات الأمن بعد نحو ساعة من تسجيلها الفيديو.
وقالت والدة هاديس في مقطع فيديو تمت مشاركته عبر إنستغرام: “قتلت ابنتي بسبب الحجاب .. بسبب مهسا أميني .. ذهبت للاحتجاج وقتلت برصاص في قلبها وبطنها ورقبتها .. عندما ألقينا نظرة عليها كانت الكدمات تغطي وجهها وجسدها”.
ولم تسمح السلطات لعائلة هاديس بإقامة جنازة عامة لابنتهم. وطلب مسؤولون، بحسب مزاعم، من والد هاديس أن يقول إنها ماتت بسكتة قلبية.
وقالت منظمة حقوقية إيرانية تتخذ من النرويج مقرا لها إن 277 شخصا، بينهم 40 طفلا و24 امرأة -حتى أمس الأربعاء- لقيوا حتفهم برصاص قوات الأمن في حملة قمعية عنيفة ضد المتظاهرين.
وتنفي السلطات تورطها في قتل المتظاهرين، وتلقي المسؤولية في ذلك على “دُخلاء” و”إرهابيين” مدعومين من الخارج.
وفي يوم الاثنين، قالت صحيفة تابعة للحكومة الإيرانية إن 35 من عناصر قوات الأمن لقيوا مصرعهم في أثناء الاضطرابات الراهنة.