كانت فكرة ضرب الغرب بالقنابل النووية مجرد مادة خيال علمي، لكنها أصبحت تقترب من الواقع شيئا فشيئا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث عاد الحديث عن استخدام أسلحة الدمار الشامل في التهديدات المتبادلة بين موسكو والغرب.
ومع أن غالبية الخبراء يعتقدون أن هجوما بسلاح نووي على باريس أو لندن أو نيويورك أو واشنطن احتمال بعيد جدا، لكن مع ذلك لا يمكن استبعاده، كما تقول صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وحذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن العالم أقرب من أي وقت مضى إلى “أرمغدون” (حرب نهاية العالم) منذ أزمة الصواريخ الكوبية إبان الحرب الباردة.
لكن روسيا في المقابل أكدت أنها لن تستخدم السلاح النووي إلا في الدفاع عن نفسها وأراضيها في وجه القوى الغربية، التي تؤكد أنها تمادت كثيرا أوكرانيا.
وطرحت “ديلي ميل “سؤالا مفاده: ماذا سيحدث لو ضربت الأسلحة النووية مدينة كبرى؟
وأجاب عن السؤال جيفري لويس الخبير في معهد ميدلبري للدراسات الدولية ومقره الولايات المتحدة.
ويقول إنه في حال ألقيت قنبلة تبلغ قوتها 500 كيلو طن، على العاصمة البريطانية لندن فإنها تلحق دمارا هائلا، لكن على مستويات مختلفة.
ففي دائرة يبلغ قطرها عشرات الكيلومترات، ثمة 5 طبقات متباينة في حجم الدمار الذي يحدث السلاح النووي.
وفي أصغر طبقة، وهي مكان سقوط القنبلة والمناطق المحيطة بها على مسافة 1.6 كيلومتر، ستدمر المنطقة كليا نتيجة كرة لهب ضخمة، مع معدل إصابة يصل إلى 100%، أما الدائرة الأوسع نطاقا فيحتمل حدوث حروق من الدرجة الثالثة (أخطر أنواع الحروق).
ورغم أنها تبدو كبيرة فإنها ليست الأكبر في الترسانة النووية الروسية.
وقد تؤدي القنبلة النووية على لندن إلى سقوط 400 ألف قتيل وإصابة 877 ألفا آخرين بسحب تقديرات الخبير الأميركي.
أما إذا ضربت قنبلة نووية العاصمة الأميركية واشنطن، فإن التقديرات تفيد باحتمال سقوط 365 ألف قتيل وإصابة 317 ألفا آخرين،
السلاح النووي الذي استخدم في ضرب هيروشيما في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، كان يزن 15 كيلوطن فقط، وأدت إلى مقتل 140 ألف إنسان.
وهذا يعني أن الأسلحة النووية الجديدة قادرة على إحداث دمار يصل إلى عشرات الأضعاف مما حدث في هيروشيما.
وتستغرق رحلة الصاروخ النووي من روسيا إلى بريطانيا نحو 15 دقيقة ونحو نصف ساعة إلى الولايات المتحدة، بحسب جيفري لويس.