تأثيرُ الأزماتِ الصِّحِّيَّةِ والاقتصاديةِ على الحياةِ المدرسية

أ.عمر الحشيمي – خاص الأفضل نيوز

قبلَ سنواتٍ قليلة كانت المدارسُ تعملُ جاهدةً على استخدام مهارات التعليم وتقنياته الحديثة، والاستفادة من التطور الهائلِ في تكنولوجيا المعلومات وما يترافق معها من وسائل وأجهزة. باعتماد التعليم المدمج (Blended Learning) و تجهيز المباني المدرسية بشبكة الانترنت السريعة، و توفيرِ الاجهزة الرقمية للطلاب.
وتعليم الحساب الذهنيّ السريع و تدريب الطلاب عليه.
وتجهيز مشاغل التكنولوجيا واستقدام معداتها.
وتحضير دورات ال SAT و TOEFL لطلاب المرحلة الثانوية، وإقامة الدورات التوجيهية لهم لدخول الجامعات.
وإنشاء الفرق الرياضية والكشفية وإقامة الدورات والمخيمات، والمشاركة بالبطولات المدرسية في أكثر من لعبة رياضية.
وكانت المدارسُ تهتمُّ بالفنون والموسيقى والتحضير للاحتفالات المدرسية وإحياء المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية ،وحفلات التخرج ونهاية العام الدراسي وتكريم الناجحين والمتفوقين من الطلاب.
وتحرصُ على إصدارِ الكتابِ السنويّ، المجلة المدرسية، التي تضمُّ ذكريات العام الدراسي كاملة.
وكانت تقيمُ مبارياتِ الشعر والخطابة والالقاء، ومعارض العلوم والفنون وتشجع الطلاب على المشاركة فيها وتخصص لها الجوائز، وتقيم لهم معارضَ الكتابِ لحثهم على القراءة والمطالعة، وتوفر لهم في مكتبة المدرسة روائع القصص بمختلف اللغات.
وكانت توفرُ للطالب أفضلَ أنواع القرطاسية والتلوين واللوازم المدرسية والزِّيِّ المدرسيّ.
وكانت تصطحبُ الطلابَ في الرحلات المدرسية التي كانت متعتهم الكبرى، وفي الزيارات الميدانية والتعليمية الهادفة الى الأماكنِ الاثريةِ والقواعدِ العسكرية والمحميات الطبيعية وغيرها.
ولا تُفوِّتُ على طلابها حضورَ المسرحياتِ الترفيهيةِ والتربوية الهادفة، التي كانت تعرضُ على خشبات المسارح في كلِّ مكان.
كانت كذلك تُنظمُ المسيرات الطلابية وتشارك في المهرجانات العامة، و تشاركُ في الامتحانات المدرسية المشتركة.
ودأبت المدارسُ على إقامة الدورات التدريبية لتطوير مهارات الموظفين والمعلمين، و المشاركة في المؤتمرات والندوات في لبنان وخارجه.
بكلمةٍ واحدة، كان همنا كيف نطورُ نظامَنا التعليميّ، وكيف نجعلُ الحياة المدرسية أكثرَ متعةً واثارةً وتشويقاً، وكيف نساعد أصحابَ المواهب من الطلاب على تنمية مواهبهم، وكيف نُسهمُ في بناء شخصيتهم.
اليوم صار همنا … كيف نؤمنُ الحضورَ اليوميّ، وكيف نعطي ما تيسر من البرامج والدروس، وكيف ننجزُ ولو الحد الأدنى من الأهداف ونحقق ما أمكن من الكفايات.
لم تعدِ الحياة المدرسية في ظل الازمات الصحية والاقتصادية كما كانت …
حُرمَ الطلابُ من متعتها و رونقها، وفاتهم الكثير من منافعها و فوائدها … لكنها ستعودُ بإذن الله.