فقد بحر سالتون، أكثر البحيرات الداخلية تلوثا في ولاية كاليفورنيا، ثلث مياهه في آخر 25 عاما. وحدد بحث جديد أن الانخفاض في تدفق نهر كولورادو هو سبب هذا الانحسار.
مع جفاف بحر سالتون، وهو كناية عن بحيرة مالحة ومسطح مائي مغلق، زاد تركيز الملح والمواد الكيميائية في المياه المتبقية بشكل كبير، ما تسبب في نفوق جماعي للأسماك والطيور، بما في ذلك أنواع مهددة بالانقراض.
وتتحول طبقة البحيرة التى جفت والمغطاة بالمياه المالحة السامة إلى غبار يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي للسكان القريبين جغرافيا.
وقال خوان أسيرو تريانا، عالم الهيدرولوجيا في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي لدراسة جديدة ركزت على فهم حركة المياه على سطح الأرض وتحته بالقرب من بحر سالتون: “إنها كارثة بيئية”.
وكانت هناك مجموعة متنوعة من الفرضيات حول سبب الانخفاض المستمر في مستويات المياه.
ويلقي البعض اللوم على تغير المناخ والحرارة في جفاف البحيرة. فيما يعتقد آخرون أن الزراعة يمكن أن تكون هي السبب.
ورغم أن أنظمة الري أصبحت أكثر كفاءة في استخدام كميات أقل من المياه، فإن ثمة انخفاضاً في كمية المياه التي تصل إلى بحر سالتون، أكبر بحيرة في كاليفورنيا. ومع ذلك، يقول العلماء إن هذا ليس أكثر أسباب تدني مستوى سطح البحر وجاهة.
وأوضح هوري عجمي، عالم الهيدرولوجيا في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف المشارك في الدراسة والباحث الرئيسي: “هناك كمية أقل من المياه الآتية من نهر كولورادو إلى هذا البحر، وهذا هو سبب المشكلة”.
ونظر هؤلاء العلماء في جميع العمليات الرئيسية التي تؤثر على التوازن المائي لبحيرة داخلية مثل بحر سالتون.
جدير بالذكر أن سطوح ماء البحيرات المغلقة في جميع أنحاء العالم تقلصت في العقود الأخيرة وهو ما يصفه العلماء بالمنحى الذي “ينذر بالخطر” بسبب الآثار المضاعفة للاحتباس الحراري ولتحويل المياه للأغراض الزراعية والصناعية.
ولفهم أسباب تدهور حال بحر سالتون، استخدم العلماء في الدراسة نموذجا هيدرولوجياً يراعي جميع العمليات الجارية في المناطق المحيطة التي تؤثر على الميزان المائي للبحيرة، بما في ذلك المناخ وأنواع التربة والمنحدرات الأرضية ونمو النبات.
وجغرافياً، تضمن النموذج بيانات ليس فقط عن البحر نفسه، ولكن أيضا عن مستجمعات المياه المحيطة، والجداول التي تدخل البحيرة، والمنطقة من الأرض التي تصب في تلك الجداول.
وكان من الصعب الحصول على بيانات النموذج نظرا لأنه حوض عابر للحدود، متربع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، بين كاليفورنيا وباجا ومقاطعة ديل نورث في كاليفورنيا. ومع ذلك، تمكن علماء جامعة كاليفورنيا باستخدام البيانات المتاحة للجمهور وتقنيات استخراج البيانات، من محاكاة ديناميات الميزان المائي على المدى الطويل وتحديد انخفاض تدفق نهر كولورادو باعتباره السبب الرئيسي لانكماش بحر سالتون والانخفاضات في تدفقات روافد البحيرة.
وقال أسيرو تريانا: “ليس من الواضح تماما، ما إذا كان الانخفاض في مياه نهر كولورادو ناتجا بشكل أكبر عن الاحتباس الحراري الذي يجفف النهر، أو انخفاض مستويات التخصيص لولاية كاليفورنيا، أو عن كليهما”.
وعلى الرغم من هذا الغموض المستمر، يقول الفريق إن الدراسة يجب أن ترسل رسالة إلى وكالات إدارة المياه والمشرعين بأن مستجمعات مياه بحر سالتون يجب اعتبارها جزءا من حوض نهر كولورادو.
وقال عجمي: “عادة ما يعد البحر نظاما مستقلا، وهناك حاجة إلى نهج يركز على مستجمعات المياه مع مراعاة موارد المياه السطحية والجوفية لإيجاد حل. ومع تزايد المخاطر البيئية المرتبطة بانكماش البحر، يجب على جميع الأطراف العمل معا للتخفيف من هذه المخاطر”.
وهذه النتيجة، والطرق المستخدمة للحصول عليها، منشورة الآن في مجلة Water Resources Research.
المصدر: ساينس ديلي