مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، التعبئة الجزئية لجيش بلاده (استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط)، عاد الحديث عن المخاوف بشأن إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة، أو نشوب حرب نووية، الأمر الذي سلط الضوء مجدداً على طائرة أميركية، تدعى طائرة «يوم القيامة»، وهي في الأصل طائرة من طراز بوينغ 747، تم تطويرها لتصبح قادرة على إدارة شؤون العمليات النووية من الجو، حال وقوع هجوم نووي على الولايات المتحدة.
ووفق تقرير نشره موقع «لايف سينس»، أجرت «يوم القيامة» مهمة تدريبية قصيرة فوق ولاية نبراسكا، وذلك في 28 فبراير الماضي، بعد يوم واحد من إعلان بوتين وضع القدرات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، إثر غزوه لأوكرانيا.
ولفت التقرير إلى أن الطائرة جزء من أسطول طائرات المراقبة الليلية، التي يحتفظ الجيش الأميركي بها منذ السبعينيات، والغرض منها أن تكون بمنزلة مقر متنقّل لكبار القادة، في حالة نشوب حرب نووية، إذ تحتوي على ميزات أمان لا مثيل لها في أي طائرة أخرى.
وأفاد بأن تكلفة تجهيز هذه الطائرة تبلغ أكثر من 250 مليون دولار، رغم أنها لا تزال تستخدم معدات تحكم غير رقمية، لتتمكن من العمل،حتى في حال تعرضها لنبض كهرومغناطيسي، قد يسببه انفجار نووي.
• لا نوافذ
وأشار التقرير إلى تلك الطائرة ليس لها أي نوافذ عند منطقة الركاب، وهي مزودة بدرع حماية خاصة، ضد أي تأثيرات حرارية، قد تنتج عن الحرب النووية، وتمتلك القدرة على الاتصال بالأقمار الصناعية والسفن والغواصات والطائرات من أي مكان في العالم، فيما تبقى مزاياها العسكرية العديدة الأخرى سرية، وفق تقرير سابق لشبكة «سي إن بي سي».
وحسب تقرير لشبكة «سي إن إن»، فالطائرة هي «بوليصة التأمين الأميركية» كما وصفها أحد القادة العسكريين الأميركيين عام 2018.
ومن خلال طائرة «يوم القيامة» يمكن تحديد مكان الرئيس الأميركي، ونائبه، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير الدفاع، ويمكن لقادة سلاح الجو الأميركي تنفيذ أوامر الرئيس، من أي مكان.
ولدى الطائرة القدرة على البقاء في الجو عدة أيام، خاصة مع إمكانية تزويدها بالوقود وهي تحلق في الهواء، ناهيك عن مزايا التحكم التي تتيحها بالأسلحة الأميركية، إذ يمكنها إطلاق صواريخ باليسيتية عابرة للقارات.
وكانت هذه الطائرة تحلق في الأجواء على مدار الساعة يومياً خلال الحرب الباردة، لتكون مستعدة في أي وقت، حال حدوث تبادل إطلاق أسلحة نووية مع الاتحاد السوفياتي، وبعد ذلك أصبحت تجري طلعات جوية تدريبية بانتظام تحضيراً لأي احتمال.
وتقل الطائرة رئيس القيادة الإستراتيجية في الجيش الأميركي ومستشار الأرصاد الجوية وطاقم طيران محدود من القوات البحرية.
• أبرز مواصفاتها:
ونشرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية أخيراً تقريراً عن الطائرة، وفي مايلي أبرز مواصفاتها:
– تحلق سبعة أيام متواصلة دون توقف وتتفوق قوتها على أسطول قوات الدفاع الجوي الأميركي.
– يمكن لطاقم القيادة ومن على متنها التواصل مع الأرض في أي بقعة من العالم أثناء تحليقها في الجو.
– صممت بطريقة تجعلها محصنة ضد الهجوم النووي والنيازك والشهب وأي قوة جوية أخرى.
– الدولة الوحيدة التي تمتلك مثل هذه الطائرة بعد الولايات المتحدة هي روسيا.
– تتكون من ثلاثة طوابق وتحتوي على أجهزة متطورة للغاية تجعلها أكثر تحملاً للنبضات الكهرومغناطيسية.
– تستطيع الغواصات المختبئة في أعماق المحيطات تلقي الأوامر العسكرية من الطائرة في أي بقعة من المحيط.