كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية أن اجتماعاً جرى في العاصمة الفرنسية باريس لخلية مشتركة فرنسية-سعودية هدفها متابعة الملف اللبناني والدفع بعملية حل سياسي.
وقالت المصادر لـ”عربي بوست” أن الاجتماع حضره عن الجانب الفرنسي المستشار باتريك دوريل، ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه، وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، وعن الجانب السعودي الوزير نزار العالولا، وممثل عن المخابرات السعودية، والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
واعلن مصدر دبلوماسي مُطلع على تفاصيل اللقاء بين الجانبين السعودي والفرنسي أن “الطرفين ناقشا ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان والأزمات التي يفتعلها رئيس الجمهورية ميشال عون، كما أن الجانب الفرنسي كان حريصاً على تنظيم الانتخابات الرئاسية في لبنان”.
ولفت الى أن “باريس مُصرة على التوافق بين الأطراف في البرلمان لانتخاب رئيس لِما يمثّل ذلك من أهمية المحافظة على الدولة اللبنانية، تمهيداً لإعادة وضع لبنان على سكة النهوض عبر إنجاز الإصلاحات المطلوبة.
لكنّ الجانب السعودي كانت له مقاربة مختلفة، فهو بحسب ما نقله العالولا عن قيادة بلاده حريص على “بروفايل” الرئيس وأن تكون الأولوية للاتفاق على اسم يحمل المواصفات المطلوبة”.
وشدد المصدر على أن الرياض أبلغت باريس أنها ستعود لممارسة دورها في إدارة الملف السني في لبنان، وأن اللقاء الذي دعا له مفتي الجمهورية اللبنانية، عبد اللطيف دريان للنواب السنة هو جزء من المشروع السعودي لإعادة هيكلة السنة في لبنان بعد الفراغ الذي سببه غياب تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري.
وكشف أن السفير السعودي وليد البخاري سيجمع النواب السُنّة بداية تشرين الأول المقبل لرعاية اتّفاقهم على خطوط عريضة.كذلك فإن المملكة العربية السعودية حريصة- وفقاً للمصدر- على أن يكون لها اسم لرئاسة الحكومة تكون مهمته رعاية الإصلاح الاقتصادي والسياسي.
وفي نفس اللقاء، كشف مصدر “عربي بوست” أن الفرنسيين فاتحوا السعوديين في الجلسة إذا ما كان سليمان فرنجية اسماً وسطياً بالنسبة لهم، بمقابل أن يضمن حزب الله للسعودية الإتيان برئيس حكومة محسوب على الرياض، إلا أن الجانب السعودي حسب نفس المصدر رفض المقترح، مذكراً بتجربة ميشال عون.
في المقابل فإن السعوديين- بحسب المصدر- سألوا الفرنسيين عما إذا كان قائد الجيش جوزيف عون مرشحاً مقبولاً بالنسبة للفرنسيين، إلا أن الفرنسيين يفضلون ترك الاسم جانباً وفي حال لم يجد الطرفان مرشحاً تقبل به كل الأطراف فسيجري الذهاب نحو اسم قائد الجيش.
بالتوازي يشير المصدر إلى أن الوفد السعودي أبلغ نظيره الفرنسي أن الولايات المتحدة وقطر ومصر تفضل ترشيح قائد الجيش إذا ما جرى إيجاد اسم وسطي لهذا المنصب، خاصة أن أطرافاً مسيحية على رأسها حزبي القوات اللبنانية والكتائب وبعض النواب المستقلين لا يمانعون بخيار جوزيف عون.