بينما توالت الأخبار والإشاعات خلال الأيام الثلاثة الماضية حول تدهور صحة المرشد الإيراني علي خامنئي، أثار تصريح لعضو مجلس خبراء القيادة في البلاد، هاشم هاشم زادة هريسي، المزيد من الجدل حول حقيقة الوضع الصحي لخامنئي المصاب بالسرطان منذ سنوات.
فقد قال هريسي لصحيفة “همدلي” الإيرانية أمس الأحد، إن “أعضاء مجلس الخبراء لم يلتقوا بالمرشد من أجل راحته وعدم تضييع وقته”، وفق تعبيره.
كما أضاف أن “خامنئي لم ير ضرورة للاجتماع مع أعضاء المجلس وإلقاء كلمة”، علماً أن هذا الاجتماع دوري ويعقد كمرتين في السنة في كل من أيلول وآذار.
الا أن تلك التصريحات التي ربما كانت ستمر مرور الكرام، أتت متناقضة كلياً مع ما نشرته وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري التي أكدت أن ما قيل عن وجود اجتماع مقرر مجرد “إشاعة” زاعمة أنه لم يكن هناك في الأساس أي اجتماع مجدول لخامنئي مع أعضاء مجلس الخبراء المكون من 88 عضواً ومهمته الإشراف على أداء المرشد وانتخاب خليفته بعد وفاته.
فيما قال المتحدث باسم المجلس أحمد خاتمي: “إن الاجتماع المقبل مع خامنئي سيكون في آذار المقبل، بحسب تسنيم، علماً انه وفقاً للقوانين الايرانية فإن المرشد يلتقي مرتين بأعضاء مجلس الخبراء، في أيلول وآذار، كما سبق وذكرنا.
يذكر أن اجتماعات الدورة العاشرة كانت اختتمت الخميس الماضي، مع غياب 30 عضواً بارزاً على عكس الدورات السابقة.
وربط بعض المراقبين هذا الغياب برفض هؤلاء الأعضاء فكرة توريث منصب المرشد، ما أدى لامتناع خامنئي عن استقبال باقي أعضاء المجلس وإلغاء الاجتماع الدوري برمته.
ويعتبر غياب أكثر من 30 عضواً من المجلس شكل من أشكال الاحتجاج على سياسات خامنئي، خاصة ما يثار حول مسألة التوريث, لذا لم يكن من مصلحته الاجتماع بثلثي أعضاء الخبراء في غياب الثلث المنتقد، وفق بعض المراقبين.
غير أن المجلس وفي بيانه الختامي، ندد بما وصفه “إلقاء الشبهات” حول “مستقبل القيادة”، وذلك رداً على تكهنات حول التوريث وخلافة مجتبى خامنئي لأبيه، موضحاً أن المجلس “سيلتزم باختيار الأكفأ والأصلح” لقيادة البلاد بحسب الدستور.
جاء رد مجلس الخبراء على ما يبدو على الجدل الذي أثاره مؤخراً رئيس الوزراء السابق والموضوع تحت الإقامة الجبرية منذ 12 عاماً، مير حسين موسوي، بسبب قيادته للحركة الخضراء الاحتجاجية والتي حذر فيها من مخطط توريث خامنئي لنجله مجتبى.
اذ أشار في مقال له بموقع “كلمة” التابع للحركة الخضراء الشهر الماضي أن هناك “أخبار عن مؤامرة تسري منذ 13 عاماً, فإذا لم يريدوا ذلك حقاً، لماذا لم ينفوها ولو لمرة واحدة؟”، في إشارة إلى صحة خامنئي ومسألة التوريث.