نشر موقع Well & Good تقريراً يتضمن بعض النصائح البسيطة التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية بعيداً من ممارسة الرياضة أو الاتصال بصديق للتسلية والضحك، أو مشاهدة فيلم أو مسلسل كوميدي، مؤكدين أن هناك عناصر غذائية أساسية موجودة في كل منزل ويمكنها أن تعزز الحالة المزاجية بسهولة.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور أوستن بيرلماتر: “إن حالة الدماغ هي انعكاس لما نضعه في الجسم، وإحدى أهم الطرق التي نؤثر فيها عليه هي جودة ما نأكله”، مشيراً إلى أن “النظام الغذائي الغني بالمغذيات الدماغية، والذي يعتبر نظام البحر المتوسط الغذائي مثالاً رائعاً عليه، يساعد في دعم الدماغ وخاصة الصحة النفسية من خلال مسارات تتراوح من الناقلات العصبية إلى الالتهاب إلى محور الأمعاء والدماغ”.
وأشار البروفيسور إلى مجموعة من الأبحاث التي تؤكد أن حوالى 95% من السيروتونين (هورمون السعادة) يتم إنتاجه في الأمعاء، التي تتكدس فيها أعصاب وخلايا عصبية، لذا فإن ما يحدث في البطن يمكن أن يؤثر في جودة الجسم.
وبالتالي فإن الحالة المزاجية تتحسن بعد تغذية البطن بالعناصر المناسبة لأنها تغذّي العقل أيضاً.
وينصح بيرلماتر بتناول ثلاثة عناصر غذائية رئيسة يحتاج اليها الإنسان لتحسين حالته المزاجية، وهي: – دهون الأوميغا 3: وهي في الأساس الركيزة الأساسية بين الأحماض الدهنية.
وبحسب البروفيسور بيرلماتر، فإن دمج المزيد منها في النظام الغذائي قد ينشّط العقل بشكل مذهل، ويقول: “يمكن العثور على دهون الأوميغا 3 في الأطعمة النباتية مثل المكسّرات والبذور، ولكن أفضل الأوميغا 3 التي تمت دراسة علاقتها بالصحة النفسية هي حمض الدوكوساهيكسانويك DHA وخاصة حمض إيكوسابنتانويك EPA، والذي يوجد بتركيزات أعلى في أسماك المياه الباردة مثل السلمون والسردين والماكريل والرنجة والأنشوجة، وكذلك في أشكال المكملات الغذائية”.
وهناك أيضاً دليل على أن الأوميغا 3 يمكن أن تساعد في تخفيف القلق وأعراض الاكتئاب، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث. كما تعمل أحماض الأوميغا 3 على تعزيز تدفق الدم وتحسين صحة الجلد وتساهم في الصحة العامة لأغشية الخلايا.
– البوليفينول: أوضح بيرلماتر أن “البوليفينول هو عبارة عن مجموعة كبيرة من الآلاف من جزيئات النباتات”.
وقد تم ربط تناول أنواع معينة من مادة البوليفينول الغنية بمضادات الأكسدة بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب، بينما تشير أبحاث أخرى إلى أن تناول المزيد من مادة البوليفينول بشكل عام يمكن أن يكون مفيداً للحالة النفسية العامة وحماية الدماغ ضد أنواع معينة من الخرف.
ويوجد البوليفينول بكثرة في الفواكه والخضروات (خاصة في التوت والبصل الأحمر)، وكذلك في القهوة والشاي والشوكولاتة الداكنة والتوابل مثل الكركم والقرنفل.
– البروبيوتيك: على الرغم من أن البروبيوتيك يُعتبر جديداً نسبياً في مجال البحث العلمي، إلا أنه من المغذيات التي يمكن أن تكون مفيدة بشكل كبير للعقل، ويرجّح بأن واحدة من أهم الطرق التي يمكننا من خلالها التأثير في أدمغتنا هي من خلال صحة أمعائنا، بما يشمل البروبيوتيك.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الأمعاء هي المكان الذي توجد فيه غالبية جهاز المناعة. وأشار البروفيسور إلى أنه يمكن محاولة تعزيز الاتصال الصحي بين الأمعاء والدماغ من طريق تناول المزيد من الأطعمة، التي تحتوي على البروبيوتك، أو الأطعمة التي تغذّي البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
ومن أهم مصادر البروبيوتك: الخضار الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والثوم والبصل والكراث.