كشفت تقارير إسرائيلية، مساء اليوم الأحد، أن بوادر حلحلة طرأت على خطّ ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
ووفقاً لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإنّه سيتمّ إعادة تعيين الحدود البحرية حيث سيتم بناء منصتين للغاز، الأولى في لبنان فيما الثانية في الجانب الإسرائيلي.
وزعمَ التقرير أن “جزءاً من المنصة اللبنانية سيكونُ موجوداً داخل البقعة البحرية الإسرائيلية، على أن يتمّ تقاسم الأرباح المالية نتيجة ذلك بين لبنان وإسرائيل”، وأضاف:
“ستكون المسافة الفاصلة بين كلّ منصة نحو 5 كيلومترات، وبذلك سيتحقق توزان الرعب الذي سيمنع مختلف الأطراف من مهاجمة المنصة الإسرائيلية”.
مع هذا، فقد كشف التقرير إنه من المقرر إنتاج الغاز من منصّة “كاريش” خلال شهر تشرين الأول المُقبل، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي يستعد لأي مواجهة عسكرية قد تندلع مع “حزب الله” في أيّ لحظة.
وكانت تقارير إسرائيلية سابقة أشارت إلى أن استخراج الغاز من حقل “كاريش” قد يبدأ في الأيام القليلة الأولى من شهر أيلول المقبل.
كذلك، قالت صحيفة “معاريف” في تقريرلها، الجمعة، إنّ “القيادة الإسرائيلية تولي اهتماماً لملفين أساسيين: الأول هو الاتفاق النووي الإيراني والثاني هو ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي”.
ولفتت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه “لبنان24” إلى أنّ إسرائيل تواجهُ هذين الملفين في وقتٍ سيء بالنسبة لها، إذ إن هناك معركة انتخابية ستساهم في تغيير شكل الحكومة الإسرائيلية، وأنّ “المؤسسة الأمنية تأخذ على محمل الجد، تهديدات حزب الله بضرب منصات الغاز الإسرائيلية في البحر”، وأضافت: “أيّ خطوة من هذا القبيل سيؤدي إلى ردّ إسرائيلي وبالتالي إلى تصعيد مع احتمال حصول مواجهة عسكرية”.
وتابعت الصحيفة: “إنّ الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان والانتقاد الحاد لحزب الله ووجود اعتقاد سائد بأنّ الصراع العسكري مع إسرائيل من شأنه يتسبب في كوارث داخل لبنان، كلها عوامل تؤدي إلى تفسير لدى الجانب الإسرائيلي مفاده أن حزب الله ليس لديه مصلحة في أي صراعٍ مع تل أبيب”.
وأكملت: “من ناحية أخرى، فإن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صعّد كثيراً في تصريحاته، ومن المحتمل أن الخطوات التي يتخذها تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن تهديداته هي التي أدت إلى تحقيق إنجازات على صعيد ملف الترسيم”.
ووفقاً لـ”معاريف”، فإنّه “لا توجد حالياً أي معلومات في التقارير الإستخباراتية عن صراعٍ وشيك مع حزب الله، لكن موعد بدء انتاج الغاز من منصة كاريش يقترب، ومن المتوقع أن يكون في وقتٍ مبكر من شهر أيلول المقبل، ومع ذلك ستزداد التوترات الأمنية”.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين قد نجح في تحقيق تقارب بين لبنان والعدو الإسرائيلي على صعيد الترسيم، إلا أنه لا يوجد أي اتفاق حتى الآن.
مع هذا، فقد قالت الصحيفة إنه “على المستوى السياسي في كيان العدو، فقد سبق أن قيل أنه مع أو بدون اتفاق، فإن اسرائيل لن تنتظر وستعمل على استخراج الغاز من كاريش”.
وأكدت الصحيفة أن الاحتمال الحقيقي للتصعيد مع “حزب الله” يقلق القادة الإسرائيليين، موضحة أنّ الحل الوسط لملف الترسيم لا يتجاوز خط المنطقة المتنازع عليها، لكنه من المفترض أن ينقل المناطق البحرية بين دولة وأخرى.
وبحسب “معاريف”، فإن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أنه من مصلحة إسرائيل وجود منصة للغاز في الجانب اللبناني”، في حين أن تقارير إسرائيلية أخرى أكدت أن المعادلة الجديدة التي ستفرض نفسها تتحدّد وفق التالي: إذا تم التعرض لأيّ منصة غاز إسرائيلية في المستقبل، فإن المنصة اللبنانية سيتم قصفها وبالتالي الضرر سيكونُ كبيراً على لبنان.
كذلك، يقول مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع لبنان قريباً وسط اقتراب سحب الغاز من “كاريش” بشكل فعلي، فإن الاحتمال هو أن التصعيد مع “حزب الله” سيزداد.
ووسط كل هذه المشهدية، اعتبرت الصحيفة أن اتفاقاً من هذا النوع لا يجب أن يكون محصوراً بيد الجهة الأمنية، بل يجب أن تتم مقاربته عبر مختلف المستويات فضلاً عن ضرورة مناقشته بشكل معمق في أوساط الجمهور.