هي الأم ، لاغيرها، سعادتها في فرح أولادها، عطاؤها لاينقطع، حب أبنائها فطرة صافية، وحنانها جارف، لايدانيه شيء في الوجود، ينسال هذا الحب حتى الرمق الأخير في حياتها عذباً زلالاً يبقى عبيره في كلنا وكينونتنا، جسداً وروحاً، ذكرى وسيرة أبدية، تسطره ألسنتنا، وتهفو شوقاً دائماً إليه أفئدتنا.
فقد سادت حالة من الحزن بمدينة المحلة الكبري بمحافظة الغربية في دلتا نهر النيل الخالدة بمصر، عقب وفاة والدة عريس قبيل بدء حفل زفافة مباشرة إثر معاناتها مع مرض مزمن وسادت ملامح الحزن الشديد على أسرة العروسين .
وشيع المئات من الأسر والعائلات جثمان والدة العريس فى مشهد جنائزي مهيب بالدموع والدعاء وسط انهيار العريس .
الشاب العريس “أحمد عبد الحكم” أحد أبناء مدينة المحلة عقب تخرجه حرصت والدته منذ 3 سنوات على تشجيعه لاختيار شريكة الحياه “بنت الحلال” له حتى يستقر وتحقق حلمها أن يكون عريساً وتراه مرتدياً بدلة الفرح كحلم أي أم .
وبالفعل تم الاختيار، واجتمعت الأسرتان ليفرحا بخطوبة الشابين في جو أسري بهيج، وأثناء مرحلة الخطوبة والاستعداد للزواج وعقد القران وإنهاء ترتيبات الزوجية تعرضت والدة العريس لمرض مزمن وبدأت حالتها الصحية تتدهور يوماً بعد يوم والمرض يشتد عليها، فيما حرص العريس تأجيل حفل زفافه أكثر من مرة بسبب مرض والدته إلى أن تم تحديد موعد حفل الزفاف يوم الأربعاء الماضي.
وبالفعل جاء يوم الأربعاء الحزين، واستعد عريس المحلة لحفل الزفاف وارتدى بدلة الحفل أمام والدته المريضة، وفي تلك اللحظة كانت الحالة الصحية لوالدة عريس المحلة تتدهور وحاول العريس تأجيل الفرح، لكن الأم قررت أن يستكمل حفل زفافة وأن تراه عريسا قبل موتها ببضع لحظات.
وبالفعل اطمأن قلب الأم المريضة عندما رأت نجلها يرتدي بدلة حفل الزفاف، داعية أن يجعل ابنها من السعداء، وأثناء تجهيز العروسين في الفوتوسيشن والتقاط العروسين الصور التذكارية والذهاب إلى قاعه حفل الزفاف بمدينة المحلة الكبرى، اشتد المرض على والدة العريس وتوفيت قبل وصولها قاعة الفرح، ليخيم الحزن على الجميع.
ويسرد احمد عبدالحكيم عريس المحلة من خلال منشورا له عبر صفحتة الشخصية “الفيسبوك” تفاصيل مرض والدته والذي انتهى بوفاتها أثناء حفل زفافة قائلا : من 3 سنين فجأة قالتلي والدتي هخطبلك قولتلها يا ماما انا مش مستعد دلوقتي قالتلي لا وأصرت.
وأضاف عريس المحلة :”عدت الأيام و تعبت وتعبها اشتد و فضلنا نعافر مع الأيام و نحارب الظروف و هي تقولي ( يلا أخلص بقا يا أحمد اتجوز عشان اتطمن عليك و أموت) كنت بزعق وأقولها متقوليش كده عشان مكنتش متخيل ابدا انها ممكن تسيبني، أجلنا الفرح اكتر من مرة و هي تقولي اخلص بقا يا احمد قبل ما اموت”.
واستطرد الشاب أنه بعد 3 سنين جاء يوم الفرح اللي كانت بتحلم بيه و بتحلم تشوفني عريس تعبها اشتد يوم الفرح و فضلت اقولها انا مش هعمل الفرح و هفضل جنبك.
واستطرد: “فضلت أمي تعافر لآخر نفس فيها و تقولي روح إلبس بدلتك هتبقى عريس زي القمر وأنا هبقى كويسة وأجيلك و لو لغيت الفرح مش هبقى كويسة مرضتش أزعلها وروحت لبست و اتصورت و يدوب ملحقتش أوصل القاعة كانت راحت و سابتني”.
واختتم عريس المحلة منشورة :”أمي اتطمنت إن أنا لبست البدلة و بقيت عريس و مشيت زي ما كانت دايما بتقولي، وحشتيني اوي يا ماما، الحمد لله و انا لله و انا اليه راجعون.. ادعولها”.