تستعد إيطاليا لإجراء انتخابات مبكرة في 24 سبتمبر المقبل بعد استقالة رئيس الحكومة ماريو دراغي، ما قد يتيح لحزب “فراتيلي ديتاليا” فرصة للوصول إلى الحكم بعد 100 عام من تجربة موسوليني.
ويوصف حزب “فراتيلي ديتاليا” بأنه ينتمي عقائديا إلى توجهات “الفاشيين الجدد”، بل وتعد راشيل موسوليني، حفيدة الزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، من قادته، وكانت قد فازت وهي ممثلة عنه في عام 2021، بأكبر عدد من الأصوات في انتخابات مجلس بلدية مدينة روما.
وبمناسبة مرور 100 عام على وصول موسوليني إلى سدة الحكم في إيطاليا عام 1922، لفت، رئيس قسم التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة موسكو الحكومية، ليف بيلووسوف، إلى أن نظام موسوليني تميز “بكونه المحاولة الأولى لتأسيس دكتاتورية شمولية في أوروبا الغربية”.
وأوضح الأكاديمي أن زعيم الفاشية الإيطالية (موسوليني) “أراد ليس فقط إعادة تشكيل البلد، ولكن أيضا الوصول به إلى مكانة جديدة في العالم. ولهذا، استخدم أساليب لم يستخدمها أحد من قبل في السياسة. فقد شكل موسوليني دولة من نوع جديد، شمولية، بنموذج جديد للسلطة وعلاقتها بالمجتمع، دولة كان يجب أن تكون موجودة دائما وفي كل مكان وفي كل شيء”.
وأشار الأكاديمي الروسي أن عقيدة موسوليني الشمولية تقول: “(كل شيء في الدولة، لا شيء خارج الدولة، لا شيء ضد الدولة)، وهذه إحدى السمات الرئيسة للفاشية، التي غالبا ما تُنسى الآن. أساس الأيديولوجية الفاشية هو على وجه التحديد الهيكل المؤسسي للمجتمع والدولة، إلى جانب القومية العدوانية”، مضيفا أن “الفاشية هي ظاهرة تاريخية إيطالية، وهي بدورها، مثل الورم السرطاني، تنشر أفكارها في جميع أنحاء العالم”.
وبيّن الأكاديمي، المتخصص في التاريخ السياسي، الصلة الوثيقة بين “الفاشية الإيطالية” و”النازية الألمانية”، وذلك في حادثة تقول: “عندما هاجم هتلر الاتحاد السوفيتي، أرسل رسالة إلى موسوليني أكد فيها أنه (بدون القميص الأسود لن يكون هناك لون بني)”.
يشار إلى أن الفاشية تأسست في إيطاليا في عام 1922، بعد مسيرة أعضاء الحركة إلى روما، ووصول بينيتو موسوليني منتصرا إلى عاصمة البلاد في ذلك الوقت ميلانو، إلا أنه في ميلانو ذاتها بعد 23 عاما علّقت حشود ضحمة مبتهجة جثة موسوليني المشوهة من الساقين في محطة وقود، بعد أن جرى إطلاق النار عليه في بحيرة كومو وهو يحاول الفرار مع عشيقته.
المصدر: lenta.ru + RT