قمّةُ الانهيار هي ما نعيشهُ اليوم في لبنان من دمارٍ مؤسّساتيّ واجتماعيّ واقتصاديّ…
قمّةُ الانحطاط هي ما يعيشه المرضى في لبنان حينما يبحثونَ عبثا عن دواءٍ كمن يستجدي أو يشحذُ على قارعةِ الطريق… والأنكى حينما يكونُ هذا الدواءُ المفقود… مدعومًا.
كثيرةٌ هي مصائبنا، وكثيرة أيضا هي معاناتنا مع القطاع الصحي والاستشفائي في لبنان نتيجة لعبة الدولار، والانحطاط الذي تمارسُه عصاباتٌ استحكمت برقابنا وحياتنا، فأخفت عنّا الدواء ورمت المسؤوليات هنا وهناك… “فالكلّ بيحمُل”.
غيرَ أن ممارساتٍ جديدة بدأنا نشهدُها في عددٍ من الصيدليات وَجب التنبيهُ منها، وهي عن أدويةٍ لا يمكنُ الحصولُ عليها إلا على شكل “sachet”، بناء على حججٍ كثيرة ومتعددة، منها أن العلبة غير متوفّرة لأن أحدهم طلبها من أجل الضمان الاجتماعي، أو لأن الطلبَ كثير والكمّية محدودة…
في الحقيقة، ما يحصلُ يا سادة أن هذه الأدوية تكونُ مدعومة وبالتالي يُكتبُ على علبتها كلمة “مدعوم” لذلك يتلطّى الكثير من الصيدليات وراء هذه الحجّة من أجل أن يرفعوا السعر ويستفيدوا قدر الإمكان.
الحلّ لوقف كلّ ما يحصل، بحسب نقيب الصيادلة جو سلّوم، وقف الدعم كليّا عن الدواء، والاستعاضة عنه بدعمٍ مباشر للمريض من خلالِ بطاقةٍ دوائية، “والتي لا نيّة حتى الآن بإقرارها”، وفق قوله.
ويقول في حديث لموقع mtv: “دعمُ أي سلعة يؤدي إلى تخزينها وفقدانها وفي بعض الاحيان يصارُ إلى تصديرها إلى الخارج، وهذا الأمر حصل مع المحروقات والمواد الغذائية، ولا يزال يحصلُ مع الدواء، لذلك نجدُ اليوم مخالفاتٍ في بعض الاماكن وسْط غيابِ التفتيش والمراقبة”.
وفي هذا الإطار، وفي محاولةٍ لمنعِ أو لجمِ هذه الممارسات، يطلبُ سلّوم من أيّ مواطن يتعرضُ لهكذا مواقف في ما يخص الدواء المدعوم، الاتصال بالنقابة على الرقم 01611081 من أجل تقديم شكوى فورية ليصار إلى اتخاذ التدابير المناسبة، حتى أنه وضع رقمه الخاص بالتصرف للغاية ذاتها وهو: 03366354
لذلك لا تتردّدوا في الاتصال على هذين الرقمين عندما تبحثون عن دواءٍ ولا تجدونه أو حينما يفاتحونكم بسيناريوهات غريبة عجيبة في الصيدليات، حتى لا تكونوا ضحايا سرقاتٍ جديدة… وذلٍّ جديد. .