جاء في” المركزية”:
مشاهد مؤلمة يشهدها لبنان اليوم بعد فقدان مواطنيه حق الطبابة. فالمرضى ليسوا فقط عاجزين عن تحمل فروقات الضمان لدفع الفواتير الاستشفائية، لا بل عدد كبير من اللبنانين عاجز عن الحصول على بواليص تأمين بعد ان باتت اسعار الشركات تستوجب الدفع بالدولار النقدي، والمستشفيات الخاصة أصلاً تحارب باللحم الحي في ظلّ وضع مادي صعب وبعضها بالكاد قادر على تأمين الحدّ الادنى من خدماته وسط تراكم الأزمات المتعددة الأوجه عليه .
أما وضع المستشفيات الحكومية فحدّث ولا حرج إذ أصبح بعضها غير مجهّز ويموت المريض في داخله بعد وصوله “على النفس الأخير” ولعلّ أحدث مثال على ذلك ما حصل مع الممثل اللبناني الراحل بيار شمعون إذ أكّدت عائلته أنه توفي في المستشفى نتيجة العجز عن إدخاله غرفة العمليات.
والأخطر اليوم أن “مستشفى الشرق” أصبح بلا استشفاء. فرغم الأزمة التي يمر بها القطاع الاستشفائي والصحي في لبنان، كان لا يزال يمكن للحالات الطارئة الحصول على العلاج، أما اليوم فساءت الحالة لدرجة لم يعد فيها من فرق بين الحالة الطارئة أو الباردة، ولا بين المريض المقتدر مادياً أو الفقير لأن المستشفى من أصله غير موجود وهذه حال منطقة كسروان التي باتت من دون أي خدمة استشفائية، فمن فاريا نزولاً إلى جونيه لا يجد المريض مستشفى مفتوحا يسعفه في الحالات الطارئة ما يجعل حياته في خطر إذ قد يفقدها قبل الوصول إلى أقرب مركز صحي. فما الذي يحصل في كسروان؟ وهل تصبح أغلب المناطق بلا خدمة استشفائية؟
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون يوضح لـ “المركزية” أن “انتقلت ملكية مستشفيين في كسروان إلى مالكين جدد هما “مستشفى عجلتون والسان لويس” والمسؤولون الجدد يعيدون تأهيلهما لهذا تم إقفالهما”ـ مؤكّداً ان “عددا كبيرا من المستشفيات مهدد بالإقفال ما لم تحل الأزمات من أسعار المازوت والتعرفات الاستشفائية وتسديد مستحقاتها .”
أضاف “ومن المنتظر أن تنقل ملكية مستشفيات كثيرة في الفترات المقبلة. فالتحذيرات التي أطلقناها سابقاً لم تكن كلاماً فارغاً ووصلنا إليها وانتقال الملكية سببه عدم القدرة على الاستمرار. والمؤسف أن الوضع من سيئ إلى اسوأ وما من بوادر حلول حتى اللحظة”.
ويلفت إلى أن “العديد من المستشفيات غير قادر على استقبال المرضى بسبب النقص في المستلزمات لا سيما في الدواء وبدأت الحلحلة في موضوع الأدوية لكن الشح لا يزال قائماً”.
ويكشف هارون أن إدارات المستشفيات تلاحظ “ازدياد حالات دخول أشخاص يعانون من أمراض مزمنة بسبب تدهور صحتهم نتيجة وقف تناول الأدوية لأن أسعارها فاقت قدرتهم على شرائها وهذه الظاهرة الجديدة شديدة الخطورة. كذلك، الكثير من المرضى الذين يدخلون المستشفى غير مضمونين”.
على خطّ آخر، وفي ما خص انعكاس ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا على المستشفيات، يشير النقيب هارون إلى أن “صحيح أن الحالات ترتفع بشكل كبير، إلا أن نادراً ما تستوجب الدخول إلى المستشفى”.