خطفت جزيرة زمييني الأوكرانية الصغيرة بشمال غرب البحر الأسود، والتي أعلن الجيش الروسي انسحابه منها اليوم الخميس، الأضواء أكثر من مرة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
تقع هذه الجزيرة التي تزيد مساحتها بالكاد عن 0,2 كم مربع، على بعد 35 كم من سواحل مقاطعة أوديسا في جنوب غرب أوكرانيا على الحدود مع رومانيا، وحتى العام 2009 كانت موضع جدل بين البلدين حول السيادة عليها.
وفي 24 فبراير، أول أيام العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أعلنت كييف فقدان سيطرتها على الجزيرة، التي لها أهمية استراتيجية من حيث عزل أوكرانيا عن البحر الأسود، وقطع إمداد السلاح الغربي إليها.
وقتها قالت سلطات كييف أن أفراد حامية الجزيرة لقوا مصرعهم في المعركة ضد القوات الروسية المتفوقة، لكن سرعان ما كشفت الدفاع الروسية أن عناصر حرس الحدود الأوكرانيين الذين كانوا في الجزيرة، ألقوا سلاحهم واستسلموا، مفندة مزاعم كييف بمقاطع فيديو للجنود الأوكرانيين الأسرى.
وشهدت الأشهر التالية محاولات أوكرانية حثيثة لاستعادة زمييني، حيث أعلنت الدفاع الروسية عن إسقاط عدد من الطائرات والمروحيات الأوكرانية وإحباط عملية إنزال في جزيرة زمييني، مشيرة إلى أن خسائر القوات الأوكرانية جراء العمليات التي نفذتها حول زمييني على مدى عدة أيام، تضمنت أيضا نحو 30 طائرة مسيرة و30 قتيلا.
وفي ساعات فجر 20 يونيو حاول نظام كييف مرة أخرى استرجاع زمييني من خلال شن ضربات جوية ومدفعية مكثفة تليها عملية إنزال للقوات.
لكن الدفاع الروسية أكدت أن دفاعاتها الجوية صدت الهجوم وأسقطت 13 طائرة بدون طيار، وأربعة صواريخ من طراز “توتشكا-أو” و21 قاذفة من راجمات الصواريخ “أوراغان” دون أن يصل أي من الأسلحة الأوكرانية إلى أهدافها في الجزيرة.
واضطرت القوات الأوكرانية بسبب فشل هجومها الصاروخي، إلى التخلي عن تنفيذ إنزال في زمييني.
وبعد تكبيد الجيش الأوكراني خسائر كبيرة وتنفيذ المهام القتالية في الجزيرة، قررت موسكو سحب قواتها من الجزيرة كبادرة حسن نية، لتسهيل الجهود الأممية لنقل المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، وحرمان كييف من إمكانية استخدام وجود القوات الروسية في زمييني كذريعة لتحميل روسيا مسؤولية تعثر عملية تصدير الحبوب، بينما لم تقم كييف حتى الآن بإزالة الألغام من المياه في المنطقة.
المصدر: RT