قال الدكتور نادر نورالدين الاستاذ بجامعة القاهرة ومستشار وزير التموين المصري الاسبق أن هناك امكانية لاستخدام البطاطا في الخبز لترشيد الاستهلاك.
وقال نورالدين إن صناعة الخبز تختلف من دولة إلى أخرى بسبب تنوع نمط استهلاك الغذاء في العالم، فهناك الخبز المصنع من القمح وهو الأكثر انتشارا في العالم ثم خبر الشعير، ويعتبر خبز رجيم صحي وينتشر في البلدان الصحراوية والكثير من بلدان ذات المستوى المعيشي العالي كخبز صحى.
ويضيف “هناك أيضا الخبز المصنع من الذرة في المناطق الحارة والفقيرة ويسمى الخبز الشامي والشمسي ومعه خبز الحلبه والتي تضاف الى الذرة والشعير لتصنيع الخبز خاصة في صعيد مصر والسودان”.
ويقول “في القارة الافريقية ينتشر الخبز المصنع من دقيق الموز المجفف، كما ينتشر أيضا الخبز المصنع من دقيق الكسافا خاصة في غرب ووسط افريقيا وفي بلدان امريكا الجنوبية يمكن انتاجه من دقيق حبوب الكينوا رغم خلوها من الجلوتين”.
ويتابع “هناك أيضا الخبز المصنع من طحين البطاطا الحلوة أو من طحين ثمار البطاطس حيث تحتوى على نشاء بنسبة أكثر من 30%، ولكنها تتميز عن رغيف القمح باحتوائها على نسب مرتفعة من البوتاسيوم ومن الحديد على صورة فوليك”.
ويقول نور الدين “مع ازمة الغذاء العالمية الحالية وارتفاع أسعار القمح والحبوب إلى مستويات عالية مشابهة لأسعار أزمة غذاء العام 2008 والتي وصل فيها سعر طن القمح إلى 480 دولارا وسعر برميل النفط إلى148 دولارا، بدأت العديد من الدول النامية البحث عن بدائل لدقيق القمح أو أنواع من الدقيق يمكن خلطها بدقيق القمح لتقليل نسبة استيراد القمح”.
ويوضح الخبير المصري أن تلك الدول “تريد أن تقلل من تبعيتها تبعيتها الغذائية لدول اخرى ومايترتب عليها من تبعية سياسية واستخدام القمح كسلاح وغذاء.. فبحث البعض عن الثمار الأكثر انتشارا في العالم والاقل سعرا وهي البطاطا، حيث تنتج دقيقا قليلا أو معدوم الجلوتين، وبالتالي فهو أكثر أمانا للبشر الذين يعانون من حساسية الجلوتين”.
ويؤكد أن البطاطا تتميز بارتفاع محتواها بثلاثة اضعاف من البوتاسيوم وايضا من الفوليك كمصدر للحديد ويمكن خلطها بأمان بنسب معينة مع دقيق القمح لانتاج الخبز. وبالتالي، “فإمكانية خلط دقيق القمح بدقيق البطاطس والبطاطا واردة وبشدة ومشابهة لما جرى سابقا من خلط دقيق القمح بدقيق الذرة بمختلف أنواعها في مصر بنسب تصل إلى 20% دون تأثير على مواصفات الخبز واستخدامه في تناول الطعام.. لهذا السبب جاءت فكرة استخدام طحين البطاطس والبطاطا الأقل سعرا من القمح لخلط دقيقهما مع القمح.
ويتسائل نور الدين “هل ستعمل ازمة ارتفاع اسعار الغذاء العالمية في تغيير نمط استهلاك الخبز في العالم والعودة إلى رغيف الذرة ورغيف الشعير والكسافا والموز والكينوا واخير البطاطس والبطاطا لتقليل تكلفة استيراد القمح خاصة في الدول النامية والفقيرة؟! ولكن ماذا عن التغلب على أزمة زيوت الطعام بعد حجب 73% من صادرات زيوت دوار الشمس في روسيا وأوكرانيا؟! وماذا عن أزمة الذرة الصفراء والأعلاف التي رفعت أسعار الدواجن واللحوم والبيض ومنتجات الألبان؟! وماذا أيضا عن أزمة الأسمدة!؟”.
ويختم الخبير المصري بالقول “ينبغي الكف عن تشجيع استمرار الحروب والعمل على إعادة السلام العالمي”.
المصدر: RT