ورغم الأزمات، بقي النادي الرياضي متنفَّساً لا بأس به،في ظلّ عدم قدرة الكثيرين على السفر أو الإنفاق على نشاطات ونزهات، لأسباب عديدة أوّلها ارتفاع أسعار البنزين مثلاً.
ويتبيّن من حديثنا الى عيّنة من مسؤولي النوادي الرياضية عدم تراجع عدد الزبائن بشكل غير اعتيادي رغم الأزمة المادية وارتفاع تكاليف التشغيل،بما يفسّر الحاجة الى التمويه والإقبال على الرياضة التي تخفف من التوتر وتلبّي حاجات شخصية وصحيّة.
لارا، شابة في الـ25 من العمر، تتّجه نحو النادي الرياضي لمواجهة “الخنقة التي نعيشها”.لن يسعها الخروج طوال الصيف إلى البحر أو المسابح بالوتيرة المعتادة، وقد باتت رسوم دخولها باهظة، وكذلك السفر بطبيعة الحال، لذا “أجدّ حالياً الرياضة في النادي بديلاً لا بأس به”.
أمّا ساري، شاب ثلاثيني اعتاد ممارسة الرياضة في النادي، فيهجره صيفاً لتمضية موسم الصيف في قريته حيث يجول فيها، ويمارس الرياضة الخارجية في الطبيعة، ويتّخذها نقطة مركزية للخروج في نزهة كالبحر والجبال المجاورة.
إزاء هذا الواقع،هل يكون دخول النادي الرياضي صيفاً، أوفر من مزاولة باقي النشاطات الصيفية؟وماذا عن أسعار اشتراكات النوادي وجلسات الرياضة الخاصّة (Private sessions)؟
جال موقع “النهار” على بعض النوادي الرياضية في بيروت، لمعرفة كم يبلغ الاشتراك الشهري فيها، ولاحظ أنّ كثيراً منها مُسعَّرة بالدولار، وتتفاوت الأسعار في ما بينها بطبيعة الحال.
في أحد النوادي في منطقة الجناح، يبلغ الاشتراك 30 دولاراً. أمّا أسعار جلسات الرياضة الخاصّة بإشراف مدرّب رياضي، فهي بـ135 دولار للـ10 جلسات والجلسة الواحدة بـ15 دولاراً.
وعن إقبال الروّاد، تورد الموظفة أنّ الاستقطاب حالياً هو أخفّ من باقي مواسم السنة، و”هذا أمر طبيعي فنحن في موسم الصيف وعادة ينخفض عدد المشتركين إذ يفضّلون المساحات المفتوحة لممارسة رياضتهم أو التوجّه إلى البحر والجبل”.
أمّا في أحد النوادي الشهيرة التي تتضمّن فروعاً عدة، فيراوح الاشتراك للشخص الواحد ما بين 65 و75 دولاراً بحسب نوع الاشتراك المُختار، إذ هناك اشتراك لستة أشهر وآخر لأربعة أشهر ونوع ثالث لسنة.ويبلغ اشتراك السنة 65 دولاراً للشهر، واشتراك الستة أشهر 70 دولاراً للشهر. أمّا الاشتراك لشهر واحد فقط، فهو 140 دولار. ويختلف السعر ما بين الفروع، ويصل الاشتراك في أحدها إلى 85 دولاراً.
أمّا أسعار جلسات الرياضة الخاصّة، فهي 195 دولاراً لعشر جلسات، و350 دولاراً لعشرين جلسة، و400 دولار لثلاثين جلسة.
وتقول مسؤولة الموارد البشرية في النادي إنّ الإقبال كثيف عليه، خصوصاً في فروعه التي تتضمّن مسابح خارجية.
ففيما أصبحت دخوليات المسابح باهظة على الناس، بات اشتراك النادي أوفر بكثير لهم، فهم بذلك يستفيدون من الرياضة والترفيه في وقت واحد، فارتياد أيّ مسبح لشخصين يوازي اشتراك شهر في النادي، بحسب المسؤولة.
وتؤكّد أنّ نسبة المشتركين الجدد في هذه الفترة مرتفعة جداً مقارنة بالسنة الماضية، ففي مثل هذه الأيام عادة، يكون الموسم ضعيفاً، أو ما يُعرف بالـlow season. إضافة إلى أنّه ليس كل الناس قادرين على السفر والسياحة في الخارج، ويجدون في أماكن كالنوادي، الترفيه، خصوصاً أن النادي يقيم أجواءً موسيقية.
وفي نادٍ آخر له عدة فروع في بيروت أيضاً، يبلغ اشتراك الشخص 25 دولاراً للشهر الواحد، ويبلغ سعر 10 جلسات خاصة من الرياضة 3 ملايين ليرة.
وبحسب الموظف، الإقبال متواضع حالياً، لكن هناك حركة جيّدة في جلسات الرياضة الخاصة، “فالناس يرغبون بتحسين صورتهم الخارجية خلال الصيف”.
وفي نادٍ رياضي في منطقة فردان، يبلغ اشتراك الشخص 50 دولاراً لممارسة جميع الرياضات في النادي باستثناء السباحة، إذ يرتفع الاشتراك الذي يشمل السباحة إلى 100 دولار.
وعن أسعار جلسات الرياضة الخاصة، فهي 200 دولار لـ12 جلسة. وبحسب الموظفة، “الإقبال جيّد في هذه الفترة، لكنّ الناس يجدون متنفّساً في تناول المأكولات أكثر من الرياضة.