جاء في جريدة الديار
يكاد لا يمر يوما دون أن نسمع بخبر قتل أو تعنيف أو اغتصاب أو تحرش طال النساء. وكأن قدر هؤلاء أصبح الموت أو التعزيب الحتمي على يد الرجل!
وفي الوقت الذي لم تنشف فيه بعد دماء النساء اللواتي وقعن ضحية جريمة أنصار المفجعة، لا تزال رائحة الشجع الذكوري تحوم في بلدات وقرى لبنان، لتحط رحالها في بلدة سحمر البقاعية مخلفة ورائها جريمة جديدة بحق أم لطفلين، طفلة لم تتجاوز الـ 6 سنوات وطفل لم يتجاوز الـ 4 سنوات.
لتهتز بلدة سحمر بخبر اعتداء المدعو م.ق بطريقة وحشية وبكل ما أوتي له من قوة على زوجته تهاني محمد حرب حتى أدماها وأدخلها المستشفى. وإثر إصابتها البليغة نقلت الضحية إلى مستشفى سحمر لإسعافها إثر نزيفٍ حاد تعرضت له ما أجبر الطاقم الطبي في المستشفى إلى استئصال “الطّحال” من جسدها لانقاذها من الموت.
وكحال جميع القرى، ما انفكت الاشاعات من الانتشار فور وقوع الحادثة، حيث انتشر خبر مفاده أن الزوج كان قد عاد قبل يوم أمس إلى منزله ليتفاجئ بحجم الديون عليه مما أثار غضبه ودفعه إلى ضرب زوحته بقوة.
ولكن، بعد تواصل موقع “الديار” مع أحد أقرباء الضحية كشف في حديث خاص أنّ “علاقة الزوجين لم تكن مستقرة إذ كانت تعاني من بعض المشاكل العائلية التي قد تحدث في أي عائلة، لكن المشكلة الأخيرة كانت الأكثر حدّة، حيث ان الزوجة طلبت من زوجها السماح لها بزيارة إحدى صديقاتها ليرفض ويبدأ بالصراخ، ويعلمها بأنها ممنوعة من الخروج من المنزل أو رؤية أصدقائها ومن يريد زيارتها فبامكانه المجيئ الى المنزل. وبعد اصرار الزوجة على الخروج احتد النقاش لينتهي بها المطاف مضروبة بوحشية ومرمية على الارض متروكة لتصارع قدرها بالنزيف ولو حتى الموت!”.
وللمزيد من التفاصيل تواصلنا مع أحد أقرباء الضحية من العائلة الصغيرة والذي كشف لنا في حديث خاص أنّ “الزوج ضرب الناجية بوحشية على صدرها وانهال عليها بالركل على بطنها بعد ان اسقطها ارضا واستمر بتعنيفها حتى بدأت تنزف. ليعود بعدها ويحضر نرجيلته ويدخنها على “البرندة” تاركا زوجته تصارع الموت وتنزف على الارض. وعندها تدخلت ابنتها واتصلت بخالها ليأتي مسرعا وينقل شقيقته إلى المستشفى. وهي الآن في مستشفى سحمر تعاني من كسر في ثلاثة أضلاع وتم إستقصال طحالها بسبب النزيف الذي لم يتوقف”.
وعن حالتها الصحية، أكدّ المصدر أن “وضعها الصحي مستقر حالياً”، ولفت إلى ان “الضحية كانت تعاني سابقا من انهيار عصبي بعد وفاة والدها وذلك بسبب تعلقها ومحبتها الكبيرة له. إلا انّ حالة الانهيار العصبي هذه عاودتها بعد حادثة التعنيف حيث تعاني من نوبات هلع و”كرايز” من الحين للآخر”.
وذكر المصدر أنه “وبكل برودة أعصاب، حاول أهل الزوج تغطية جريمة إبنهم كي لا يطاله القانون، لأن أهل الضحية قد رفعوا دعوى قضائية بحقه، بعد استدعاء طبيب شرعي للكشف عن الحالة الصحية لابنتهم، ما جعل أقرباء الزوج يساعدونه للهرب خارج القرية لحمايته من المسائلة القانونية”.
هذا وتكشف المصادر أن “الطبيب الشرعي كان قد تواصل مع مغفر القرعون وأبلغ المعنيين بتفاصيل تقريره، وبعد ارسال المغفر دورية درك إلى المحلة، تم منع الدورية من الدخول إلى القرية، بحجة أن الزوجة وقعت عن الدرج وهذا هو سبب الكسور والكدمات التي طالتها في محاولة لتغطية جريمة الزوج”.
وبحسب المعلومات فإن “الضحية هي معلمة وعلى تقع كاهلها مصاريف المنزل لأن زوجها ليس مؤهلاً بما فيه الكفاية لتحمل المسؤولية وحده بحسب نوع عمله”.
وعن طبع الضحية تقول المصادر أنها “كتومة، وحزينة، لم تبح لأحد يوماً عن معاناتها رغم أنها تتميّز بطبعها الاجتماعي والجميع يكن لها المحبة والإحترام”.
وفي نبرة صوت يكسوها التعب والقهر، وصفت إحدى أقارب الضحية من العائلة الصغيرة الجاني بأنّ “طبعه جداً صعب، نحن هيك كنا نعرف”، مؤكدةً أنه “كان يعامل زوجته بقلة احترام ويهينها، رغم أنها مدرسة بدوام كامل لصد مصاريف المنزل، والجاني يعمل ككهربائي”.
وعن سبب المشكلة أكدّت قريبة الضحية أنّ “زوجها لم تكن حالته طبيعية منذ صباح يوم الحادث، حتى انه قام بالصراخ والاعتداء على أولاده لتقول له ابنته “يا ريتك مش بينا”.
وأضافت أنه “حاول منع الضحية من الخروج إلى أي مكان بينما كانت قد طلبت منه سابقاً إقالتها إلى منزل شقيقتها. فيما وبحسب كلام الزوجة كانت تلك المرة الأولى التي تراه فيها بهذه الحالة الهيستيرية حيث تطاول عليها ولف يديه على رقبتها محاولا خنقها ثم رطم رأسها بالأرض وراح يركلها بقدمه على بطنها، بينما سارعت طفلتها إلى منزل جدها طالبة النجدة”، مؤكدة أنها “لم تكن المرة الأولى التي يعتدي فيها عليها بالضرب، حيث سبق أن ضربها مرات عدة في السابق حتى أثناء حملها، لكنها لم تخبر أحدا بذلك”.
وتتابع “ومع وصول أخ الضحية إلى المنزل، كان الجاني قد إنتهى من ضربها وجلس يدخن النرجيلة وكأن شيئاً لم يكن، تاركاً زوجته تنزف على الأرض فاقدةً وعيها، فسارع الأخ إلى نقلها للمستشفى.”
فيما أكدّت المصادر أن “الجاني قد هرب وليس لديهم أي معلومات عن موقعه في الوقت الحالي، وأهل الضحية قد رفعوا دعوة بحق الزوج وقد كشف الطبيب الشرعي على الضحية مع أخذ أقوالها وأقوال أقاربها.”
وعن حالة الضحية، تقول المصادر أنها “مستقرة الآن، لكنها تعاني من فقر الدم بعدما نزفت أكثر من 3 ليتر من الدماء، وبسبب الضرب المبرح الذي تعرضت له تم إستئصال الطحال لوقف النزيف بينما هي تعاني من ضعف البدن”.
واعتبرت المصادر أنه “ليس هناك مبرر كافٍ لما حصل، ونحن بإنتظار إصدار حكم القضاء لمنع هكذا مجرم من الفرار بفعلته، فيما يحاول البعض تأمين غطاء حزبي للمجرم لحمايته من المسائلة القانونية”.
ومع تعدد الإشاعات والأقوال التي تبرر جريمة الزوج، والتي شككت بشرف الضحية بعد اتهامها بقصد منزل احد الطلاب الشباب بمفردها، لتعليمه دروس خصوصية أكدت معلومات “الديار” ان “الضحية لم يصدر منها أي فعل خارج عن إرادة زوجها، حيث أنها كانت تعطي الدروس الخصوصية لأحد التلامذة في منزلها وبوجود وموافقة زوجها وحتى انه كان يساعدها في تدريس احد الاولاد.”
في المحصلة وامام حالات العنف المتكررة التي تطال نساء لبنا ننسأل “أهكذا تكافئ المرأة المناضلة والمضحية والساهرة؟ وأي مبرر يعتبر كافٍ لإسقاط هكذا جريمة؟ وإلى متى ستبقى دماء النساء اللبنانيات رخيصة تسفك لأتفه الاسباب؟”