نجح فريق دولي من علماء الحفريات الفقارية بقيادة مصرية في اكتشاف حفرية ديناصور مفترس عاش قبل نحو 98 مليون عام بالواحات البحرية في صحراء مصر الغربية.
وقال رئيس جامعة المنصورة أشرف عبدالباسط في تقرير قدمه لوزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري خالد عبد الغفار، إن الديناصور يشبه إلى حد كبير ديناصور “تي ريكس” الشهير، وفق بيان لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم الأربعاء.
وعثر الفريق على الحفرية في إحدى الرحلات الحقلية المشتركة بين مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وعلماء وزارة البيئة في الواحات البحرية، وكانت حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل.
وبدراسة تشريحية مفصلة استغرقت عدة سنوات تبين أن الحفرية تمثل الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم، وفق عبد الباسط.
وأوضح أن هذا النوع من الفقرات تجمع من الصفات التشريحية ما يكفي ليوضح أنها تنتمي لفرد من عائلة من الديناصورات تسمى “أبيلوصوريد” (Abelisauridae) أو ديناصورات “هابيل”.
وتتميز تلك الديناصورات بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة، وتخرج من فكوكها أسنان حادة أشبه بأنصال السكاكين، بينما تظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة لتساعدها في الهجوم والافتراس، ورغم قصر طرفيها الأماميين لدرجة الضمور، إلا أن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق، وفق البيان. وقبل نحو 98 مليون عام لم تكن الواحات البحرية تعرف بهذا الاسم، بل كانت “واحة الديناصورات”، بحسب مؤسس مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة ورئيس الفريق المصري والأستاذ بالجامعة الأميركية بالقاهرة هشام سلام.
وقال سلام إن الواحات البحرية كانت واحة تعج بالحياة سادت فيها صراعات دامية بين حيوانات مختلفة وعلى قمتها الديناصورات التي عاشت على طول ضفاف نهر قديم عُرف باسم “نهر العمالقة”.
من جهته، قال العميد بجامعة بنها وعضو فريق سلام لاب والمبتعث لجامعة أوهايو الأمريكية والمؤلف الرئيس لهذه الدراسة بلال سالم، “إن هذه الدراسة تكشف أسرارا مهمة عن الحياة السحيقة في المنطقة بتسجيلها لديناصور مفترس متوسط الحجم يقدر طوله بنحو 6 أمتار بين بقية عائلته، والأوسط حجما بين أبناء عشيرته من ديناصورات الواحات البحرية.
وعلى الرغم من أن الواحات البحرية عرفت بغناها بالمحتوى الحفري، إلا أنه لم يتم تسجيل أي ديناصور ينتمي لعائلة ديناصورات “هابيل” من الواحات البحرية من قبل، وفق سالم.
وقال الأستاذ بجامعة أوهايو والمؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور باترك أوكانور، إنه عند رؤيته لصورة هذه الفقرة لأول مرة عام 2016 تأكد على الفور أنها عظام رقبة ديناصور “أبيليصوريد” مميزة للغاية.
وكانت ديناصورات “هابيل” تجوب القارات الجنوبية القديمة (جندوانا) وأوروبا، لذا قام الفريق البحثي بمقارنة تلك الفقرة مع مثيلاتها من مختلف القارات.
وأظهرت نتائج شجرة الأنساب وجود قرابة وثيقة بين ديناصور “هابيل المصري” وبين أقرانه من ديناصورات أمريكا الجنوبية أقرب حتى من ديناصورات مدغشقر وأوروبا، مما يدعم نظرية انفصال مدغشقر عن إفريقيا قبل انفصال أمريكا الجنوبية عنها.
وسبق أن اكتشفت جامعة المنصورة عام 2018 بقايا ديناصور قديم أطلق عليه اسم “منصوراصورس” بالصحراء الغربية المصرية، عزز من فكرة اتصال قارتي أوروبا وإفريقيا في أواخر العصر الطباشيري منذ 80 مليون سنة.
وتمتلك جامعة المنصورة مشروعا بحثيا مهما للبحث عن الحفريات بالواحات البحرية بالصحراء الغربية المصرية منذ عام 2008 مكنها من الإعلان عن عدة اكتشافات مهمة ترجع لملايين السنوات لديناصورات وحيتان برمائية.
المصدر: RT + وسائل إعلام مصرية