نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقال رأي أكدت من خلاله على ضرورة أن يصارح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أصحاب النفوذ في السعودية بالحقيقة في مجال حقوق الإنسان.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن مسؤولين في البيت الأبيض أكدوا عزم بايدن زيارة السعودية في الأسابيع المقبلة، على الرغم من أنه أشار يوم الجمعة إلى أنه لا يملك “خططا مباشرة” لمثل هذه الرحلة.
وأضافت الصحيفة أن “ذلك كان بمثابة رفض كلاسيكي لعدم الإنكار، صدر ربما لأنه لا تزال هناك تفاصيل في اللحظة الأخيرة يتعين حلها، متابعة بالقول: “خلاصة القول هي أنه باستثناء بعض التغييرات غير المتوقعة، فإن الرئيس سيخفف بشكل كبير من موقف الولايات المتحدة تجاه النظام الذي يتحمل رئيسه الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسؤولية الأساسية عن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي من بين انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان”.
وأكدت “واشنطن بوست” أن السياسة الواقعية انتصرت على الاعتبارات الأخلاقية، مضيفة أنه مثل العديد من أسلافه، جعل بايدن وصول الولايات المتحدة إلى إمدادات النفط الهائلة للمملكة أولوية له بعد أن اهتزت أسعار الغاز المرتفعة في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إدارة بايدن كانت تناشد السعوديين للاستفادة من احتياطاتهم النفطية.
وأوضحت في السياق أن زيارة رئاسية شخصية للمملكة العربية السعودية والشرعية التي تمنحها لولي العهد، هي جزء من الثمن الذي يدفعه محمد بن سلمان لواشنطن مقابل هذه الخدمة، بالإضافة إلى أمور أخرى، بما في ذلك خطوات نحو الاعتراف بإسرائيل ووقف للحرب ضد الحوثيين في اليمن.
وتابعت الصحيفة قائلة: “هذا انعكاس مخيب للآمال للغاية، لكن بايدن لا يزال بإمكانه إنقاذ بعض من موقفه المبدئي الأصلي.. يمكنه القيام بذلك بطريقتين.. أولا من خلال إثارة مخاوف الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان بما في ذلك قضية خاشقجي، ليس فقط بشكل خاص في اجتماع مع ولي العهد محمد بن سلمان ولكن علنا في أي منتدى أو مؤتمر صحفي”.
وأشارت إلى أنه يجب على بايدن أن يستغل أي فرصة للقيام بذلك.
وتابعت بالقول: “أما ثانيا فإنه يجب أن يطالب بالحرية للعديد من الأشخاص المحتجزين في المملكة العربية السعودية لأسباب سياسية.
وذكرت أنه وفي الواقع يجب على بايدن أن يصر على إطلاق سراح بعض أو جميعهم بالتزامن مع زيارته.
وبينت الصحيفة أن الرئيس قد يتيح أيضا بعض الوقت أثناء زيارته للتحدث مع ما وصفته الصحيفة بالـ”دكتاتور” الآخر المدعوم من الولايات المتحدة في إشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي سيكون في المملكة العربية السعودية في الوقت نفسه لحضور اجتماع إقليمي.
وأوضحت الصحيفة: “إذا كان الأمر كذلك، يجب على بايدن الضغط من أجل إطلاق سراح المعارض المصري علاء عبد الفتاح (40 عاما)، وهو ناشط علماني مؤيد للديمقراطية تم سجنه منذ تولي السيسي السلطة”.
واختتم كاتب المقال بالقول: “على الرغم من تواضعها، إلا أن مثل هذه الإيماءات هي أقل ما يجب على بايدن القيام به للاحتفاظ بثبات الولايات المتحدة ومصداقيتها في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي”.
المصدر: صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية