اليوم الثلاثاء يجدد مجلس النواب الجديد انتخاب رئيسه القديم والدائم التجدد نبيه بري، وذلك للمرة السابعة منذ وطأت قدماه عتبة المجلس في العام 1992، لتتحول المعركة الانتخابية إلى موقع نائب رئيس المجلس.
وسيتم نقل العملية الانتخابية عبر الشاشات. وللمرة الأولى منذ برلمانات ما بعد الطائف في العام 1992، يشكل فيها انتخاب نائب رئيس المجلس وهيئة مكتب المجلس قضية خلافية ونزاعا، إذ تراجع انتخاب الرئيس بري، الذي ضمن أكثرية 65 صوتا، إلى الصف الخلفي، وتقدم موضوع انتخاب نائبه الذي سيحدد الخريطة السياسية للمجلس.
ويبدو ان حظوظ نائب البقاع الغربي غسان سكاف، الذي اعلن ترشحه مساء أمس ضمن برنامج أهداف، يصب في خانة تطلعات السياديين والتغييريين و«القواتيين» وكل العازمين على الاقتراع لرئاسة المجلس النيابي بورقة بيضاء، تقدمت بقوة لمواجهة عضو تكتل لبنان القوي إلياس بوصعب، خصوصا بعد اعلان المرشح عضو لائحة «انماء عكار» سجيع عطية انسحابه لمصلحة سكاف، فيما يستند مرشح التيار الحر بوصعب إلى كتلة نيابية وازنة ويراهن على دعم حزب الله.
في هذا الاطار، عقد اجتماع مساء في مكتب النائب نبيل بدر حضره 15 نائبا من المستقلين لبحث الاتفاق على مرشح لنائب رئيس المجلس والسعي لتشكيل تكتل نيابي مستقل ووازن. وبنتيجة الاجتماع تم الاتفاق على دعم المرشح غسان سكاف الذي تلقى ايضا دعما من كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة تيمور جنبلاط، مما جعل حظوظه تتقدم.
ويتضمن برنامج النائب سكاف لنيابة رئاسة المجلس معظم النقاط التي يطالب بها التغييريون والسياديون، مثل تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب حرفيا، والتعهد بعدم اقفال المجلس تحت أي ظرف، واعتماد التصويت الالكتروني، وتثبيت مرجعية الدولة ممثلة بمؤسساتها الدستورية واجهزتها الأمنية، لاسيما ما يتعلق بالسياسة الدفاعية اللبنانية واعتماد سياسة خارجية موحدة، تصدر عن مجلس الوزراء. غير ان المصادر المتابعة لم تستبعد حصول مفاجأة على صعيد نيابة رئاسة المجلس، في إشارة إلى احتمال التوافق على مرشح آخر، مع العلم ان انتخاب نائب لرئيس المجلس لا يتطلب ترشيحا مسبقا، بخلاف الحاصل بالنسبة للرئيس ولأعضاء هيئة المكتب.
أما كتلة الرئيس بري، التي ضمنت انتخابه، فإنها لم تقدم وعودا صريحة لأي من الكتل التي لحت عليها في دعم مرشحها بانتظار إنجاز المرحلة الأولى من الانتخاب وعدم مخاصمة أي طرف.
في هذا السياق، قرر نواب 17 تشرين الثلاثة عشر الانطلاق إلى مقر مجلس النواب على رأس تظاهرة من ثوار تشرين صباح اليوم تعبيرا عن انتصار الثورة.
وتحت عنوان «لاقونا تنرافق نواب 17 تشرين إلى المجلس النيابي»، تمنى النواب التغييريون والسياديون على ثوار «صرخة شعب» المشاركة في دعم نواب 17 تشرين اليوم بمواكبتهم إلى المجلس النيابي. وحددت الدعوة نقاط التجمع قرب تمثال المغترب في مرفأ المجلس النيابي. وحددت الدعوة نقاط التجمع قرب تمثال المغترب في مرفأ بيروت، وموعد الانطلاق إلى المجلس التاسعة صباحا، مع ملاحظة ان النقل مؤمّن.
وعلمت «الأنباء» ان الاتفاق الذي رعاه حزب الله بين التيار الوطني الحر وحركة أمل حول انتخابات رئاسة مجلس النواب ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس قضى بالآتي:
ـ يحصل الرئيس نبيه بري على خمسة اصوات من كتلة التيار وهم النواب آلان عون، إلياس بوصعب، سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان، وفريد البستاني.
2 ـ يمنح كل من حزب الله وحركة أمل اصوات كتلتيهما البالغة 31 نائبا لصالح إلياس بوصعب في نيابة رئاسة المجلس.
3 ـ تجتمع الكتل الثلاثة على هدف مركزي وهو منع وصول مرشح القوات غسان حاصباني أو مرشح قوى التغيير إلى موقع نائب الرئيس ويعملون معا للسيطرة على اللجان الأساسية، ويبدو أن القوات اللبنانية صرفت النظر عن ترشيح عضو كتلتها النيابية غسان حاصباني، وقررت دعم أي تغييري يتمتع بالمواصفات المطلوبة. في حين يضع نوابها ورقة بيضاء، في صندوق رئاسة المجلس.
في سياق آخر، ذكرت «وكالة الأنباء المركزية» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان فور انتهاء الانتخابات النيابية الفرنسية في 19 يونيو المقبل. وقالت الوكالة ان ماكرون ابلغ ذلك منذ مدة لأحد كبار معاونيه في خلية الأزمة الخاصة بلبنان.