تختلف الأجواء العام الجاري في تركيا عن العامين السابقين، حيث تلاشت مظاهر جائحة كورونا لتحل مكانها ابتسامات تعلو وجوه السائحين في إسطنبول وعموم البلاد، وكثافة في حركة السياحة.
الموسم السياحي انطلق في إسطنبول بشكل كبير ولافت، حيث ازدحمت الشوارع والساحات والميادين والمراكز السياحية والتاريخية بالزائرين والسائحين الأجانب، مع دخول العالم وتركيا بمرحلة جديدة من الأجواء السياحية مع رفع تدابير مكافحة جائحة كورونا.
وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي، كان قد أعلن الشهر الماضي أن تركيا تتوقع زيارة 45 مليون سائح أجنبي لأراضيها هذا العام، ما يحقق دخلا للبلاد يقترب من 35 مليار دولار.
وكشف أن “نسبة إشغال الفنادق في أبريل/نيسان الماضي بلغت 68 بالمئة في إسطنبول فقط، فيما بلغت في مايو/أيار الجاري 92 بالمئة، وهو ما يعني صعوبة العثور على فنادق فارغة بإسطنبول”.
رفع الإجراءات الوقائية
شهدت تركيا رفعا تدريجيا لإجراءات مكافحة كورونا، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أبريل الماضي، إلغاء فرض ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة بعد نحو أكثر من عامين على تطبيقه.
وأكد أن ارتداء الكمامات سيكون إلزاميا في وسائل النقل العام والمراكز الصحية لفترة مؤقتة، لحين انخفاض العدد اليومي للإصابات إلى ما دون ألف حالة، حيث انعكس ذلك على عطلة عيد الفطر التي شهدت تنفس السائحين لنسائم الحرية والسعادة.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت الخطوط الجوية التركية، إلغائها شرط فحص كورونا في رحلاتها الداخلية، وإلغاء إبراز الكود الصحي (HES) في كافة رحلاتها.
اختفاء مظاهر كورونا
الإجراءات السابقة بدت واضحة في مختلف الميادين والمراكز السياحية، حيث لم تعد الكمامات التي بات ارتدؤها اختياريا، تحجب وجوه السائحين وابتساماتهم.
كما غابت المسافات الاجتماعية في مختلف طوابير المتاحف والمراكز السياحية التي تشهد كثافة كبيرة، وخاصة الجوامع القديمة، فازدحمت تلك المزارات بالسائحين دون قيود بأعداد محددة.
وباستثناء المواصلات العامة التي تشهد ازدحاما كبيرا، والمراكز الطبية والصحية، فثمة غياب شبه كامل للكمامات في مختلف الميادين والشوارع، مع تواصل عمليات التعقيم في مختلف الأماكن العامة للراغبين بها.
ومع غياب هذه الإجراءات، باتت حركة السائحين والزوار أكثر حيوية، وتنقلهم أكثر يسرا، ومع ارتفاع درجات الحرارة لم تعد الكمامات تشكل عائقا أمام حركتهم المستمرة في المدينة العريقة.
إقبال سياحي
وتشهد إسطنبول زحفا سياحيا كبيرا من مختلف دول العالم، ويرافق ذلك حركة كبيرة في أسواق المدينة التاريخية، وتعيش شوارع وساحات المدينة نشاطا كبيرا مع حلول الأجواء الربيعية الجميلة، وتزامنا مع موسم العطلات.
الأسواق المركزية والتاريخية لها نكهة خاصة، حيث يفوح منها عبق التاريخ، وتنتشر في قلب المدينة القديمة، ولها اختصاصات متعددة، وتخاطب كافة المتسوقين وتلبي احتياجاتهم المتعددة.
وجرت العادة أن يخصص السياح وقتا هاما من رحلتهم للتسوق، وخاصة في مدينة إسطنبول، وبالأسواق المركزية ومنها “السوق المسقوف” و”السوق المصري” التاريخين، والأسواق الأخرى.
كما تتميز أسواق إسطنبول بتقديمها الخدمات المتناسبة مع كافة الأسعار والمقتضيات الضرورية، فمن الصعوبة أن يدخلها زائر أو سائح، ويخرج منها بخفي حنين، حيث يجد ما يحب ويرغب.
ومن كل حدب وصوب ومن كل الأجناس والعرقيات، يتجول السياح في الأسواق، بهدف الحصول على ما يحبون ويرغبون ويوثقون بها رحلتهم، لتصبح من ذكرياتهم الفريدة.