كتبت أريج الدّنف – خاص أخبار عربية / رحال غلوبال نيوز
تتوالى الطّعنات التي يتلقّاها مُعلِّمو التّعليم الرّسمي في لبنان، وكان آخرها قرار تعيينهم للقيام بالأعمال الإنتخابيّة في مراكز بعيدة جداً عن اماكن سكنهم.ي
بحث المُعلّم عن اي وسيلة ليزيد بها مدخوله و يتسنى له ان يكمِّل الشّهر دون تراكم ديون إضافية.
حينها أُتيحت له فرصة المشاركة في الأعمال الانتخابيّة التي توفر له مدخولا إضافياً يتراوح بين ٣٤٠٠٠٠٠ ليرة للمساعد و الكاتب و ٣٦٠٠٠٠٠ لرئيس القلم، وهو مبلغ يشكل ضعف الراتب الأساسي للمعلم تقريباً. الاّ أن القدر عاكس المعلم هذه المرة ،و الوزارة أرادت تلقينه درسا لن ينساه دون ان تذكر الذنب الذي اقترفه و حكمت عليه بدفع قسط لا يستهان به من هذا المبلغ كمواصلات لبلوغ المركز الذي عُيّن به.
ما ان وصلت مراسيم التكاليف الى المدارس حتى صعق الطاقم التعليمي بأماكن تعيينهم، منهم من تخطى حدود قضائه و منهم من جال من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب او العكس. سنذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض التعيينات تبعا لشهادات اساتذة و معلمات:من الجنوب الى زحلة_من صور الى المتن الشمالي_من النبطية الى الدامور_من عكار الى حاصبيا_من عاليه الى عكار_من الشوف الى بيروت- من عاليه الى بعلبك_من عاليه الى المتن الشمالي و غيرها.
غصت صفحات الاساتذة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ بصرخات السّخط على وزارة الداخليّة و بنداءات لإيجاد مرافقين اذ لا سبيل الا بالالتحاق بمراكز العمل وإلاّ تّعدّ مخالفة و يغرّم صاحبها بمبلغ مالي.
من وجد زملاء له،تشارك معهم الطريق و خفت عليهم كلفة النقل،و من لم يجد، ذهب مضطرا وحيدا بسيارته،و اشار البعض الى انهم أمضوا ليلتهم في السيارة قرب مراكز الاقتراع اذ لا قدرة لهم على تحمل تكاليف مواصلات يومين متتالين قد تقدر بثمن صفيحتي بنزين اي ما يقارب ثلث بدل الاتعاب تقريبا.
مضى يوم الانتخابات و لم تف وزارة الداخلية بوعودها و لم تدفع للموظفين بدل اتعابهم فور انتهاء العملية الانتخابية كما اشيع سابقا بل اكتفت باعطائهم وصل قيل انه قابل للصرف بعد عدة ايام، و قد تكون وزارة الداخلية قد انضمت لوزارة التربية و زادت وعداً آخرا فوق الوعود الرنانة الأخرى التي بات المعلّم يطرب لسماعها و ما زال يصدقها رغم كل الصدمات!.
لعلّه سيكون الدرس الأخير الذي تلقنه السّلطة للناس و الطاقم التعليمي خصوصاً ، و لعلّ رد الموظفين كان قاسيا مدوياً بصناديق الإقتراع للنهوض بما تبقى من لبنان.