وصل السفير الكويتي عبد العال القناعي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وبعدها بساعات وصل السفير السعودي إلى لبنان وليد البخاري.
وكانت وزارتا الخارجية السعودية والكويتية أعلنتا مساء الخميس عودة سفيري بلديهما إلى لبنان، في إشارة إلى انتهاء الأزمة التي اندلعت على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول الحرب في اليمن.
الخارجية السعودية وفي بيان لها، شددت على أهمية عودة لبنان إلى عمقه العربي لافتة إلى أن عودة السفير السعودي إلى لبنان وليد البخاري، جاءت استجابة لنداءات القوى السياسية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وفق البيان السعودي.
ردود الفعل
وتعليقاً على القرارين الخليجيين، عبّر رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي عن تثمينه لخطوتي السعودية والكويتية مؤكداً أنّ لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد، بحسب ميقاتي، كما خصّ بالشكر وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح على الجهود التي بذلها لعودة العلاقات اللبنانية- الخليجية الى صفائها وحيويتها.
كذلك رحّبت وزارة الخارجية اللبنانية بعودة السفير الكويتي إلى لبنان وأشارت في بيان إلى أنها “تقدّر عاليا الجهود كافة التي بذلتها الدبلوماسية الكويتية لمد الجسور والتواصل مع الأشقاء في دول الخليج”، بحسب البيان.
بدوره، علّق وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” على بيان الخارجية السعودية التي اعلنت فيه عن عودة سفيرها وليد البخاري إلى لبنان.
وكتب: “مجدّدا تثبت المملكة العربية السعودية من خلال عودة سفيرها الوزير المفوض وليد البخاري أن لبنان في قلبها ووجدانها وهي لن تتركه ابدا”. وتابع: “نرحب بك بين أهلك الاوفياء للعروبة لنشدّ أواصر الأخوة. سنواصل سويا العمل لتعزيز العلاقات التي لن نسمح لأي أذى أو إساءة أن تمسها بعد اليوم”.
كذلك، رحب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقرار وزارة الخارجية السعودية عودة السفير وليد بخاري، وبقرار الحكومة الكويتية عودة سفيرها عبد العال القناعي إلى لبنان وقال في بيان: “إن قرار العودة الخليجية العربية يؤسس لمرحلة جديدة من الأمل والثقة بمستقبل لبنان العربي الهوية والانتماء والمتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية الشقيقة، والتزامه تحقيق الإجراءات المطلوبة استجابة وتجاوبا مع المبادرة الكويتية الخليجية”.
هل انتهت الأزمة:
يرى مراقبون أن هذه الخطوة هي صفحة جديدة في العلاقات بين لبنان ودول الخليج، إلا أن متابعين آخرين اعتبروا أن هذه العودة لا تعني بالضرورة انتهاء الأزمة كليا مع لبنان.
وفي هذا السياق، استبعد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي في حوار مع بي بي سي نيوز عربي، انتهاء الأزمة بشكل كلي وربط الأمر بالانتخابات النيابية المقبلة معتبراً أن دول الخليج تدخلت لمساعدة لبنان لأنها تريد أن تتواجد في لبنان وأن لا تترك الساحة للوجود الإيراني لاسيما في ظل انتخابات نيابية مقبلة” .
وأضاف: ” لبنان لم يخرج من الحضن العربي غير أن المشكلة كانت في المزاج السياسي في لبنان وفي التصريحات السياسية والاختراقات الأمنية”. وأشار الشليمي إلى أن الدول الخليجية حصلت على تعهدات من الحكومة اللبنانية وهي تعهدات قال إنها كافية لمساعدة لبنان في أزمته المالية والاقتصادية.
وفي السياق عينه ثمّن الكاتب في صحيفة النهار اللبنانية أحمد عيّاش الخطوة الخليجية لكنه أشار في المقابل إلى أنها خطوة تتطلب المضي قدما في الالتزامات التي تعهدت بها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وفق ما جاء في بيان الخارجية السعودية، ولم يستبعد عيّاش أن يعود السيّاح السعوديون إلى لبنان بعودة سفيرهم البخاري، كما أنه لم يستبعد أيضاً أن تفتح المنافذ السعودية أبوابها أمام البضائع اللبنانية، وهو ما شكّل ضربة قاسية للقطاع الزراعي والصناعي حين قررت السعودية وقف الواردات اللبنانية.
بدوره رأى الكاتب السعودي في صحيفة الحياة سعد الحامد في حديث مع بي بي سي نيوز عربي أن أزمة الخليج مع لبنان تكمن في ما وصفه بـ” اختطاف حزب الله لمؤسسات الدولة في لبنان” والتدخل في شؤون دول مجلس التعاون، لافتاً إلى أنه آن الأوان للبنان أن يتخلّص من أي قرارات أو معوقات تسيطر على قراره السياسي ومستقبل اقتصاده. وفي سياق متصل توقّع الحامد أن يكون واقع الانتخابات القادمة مختلف لأن اللبنانيين يعرفون برأيه من المسؤول عن انهيار مؤسسات الدولة.
المصدر:bbc