كتب عوني الكعكي:
أن تذهب القاضية غادة عون الى باريس، فهذا حق من حقوقها، بالرغم من أنّ الزيارة تمت في هذه الأيام الصعبة مالياً، وهي مكلفة بكشف الفساد كما تدّعي…
نعم لقد صار السفر بالنسبة للبنانيين صعباً جداً وفي بعض الأحيان مستحيلاً، هذا أولاً…
ثانياً: ان القاضية غادة عون تابعة لرئيس النيابة العامة، لذلك عندما قررت السفر هل حصلت على إذن خاص؟
ثالثاً: كما جاء في مجلة Ici Beyrouth «هنا بيروت» والتي تصدر في فرنسا، وكما كتب الاستاذ ميشال توما ان صاحب الدعوة هو عمر حرفوش، وهو دعاها كي تكون ضيفة في باريس للمشاركة في ندوة عن الفساد..
رابعاً: إنّ وجود مؤسّس Sherpa وليام بوردون الموجود في صورة مع القاضية غادة عون وهو الذي بادر في فرنسا الى فتح قضية باسم حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة أمرٌ لافت، فالقاضية غادة عون هي التي تتابع هذه القضية في القضاء اللبناني.
خامساً: هناك محاولة جرت للاتصال بوزير العدل اللبناني هنري خوري لسؤاله إذا كانت القاضية غادة عون قد حصلت على إذن سفر؟ فتهرّب معاليه ولم يجب على أي اتصال حتى على الرسالة «النصّية» على هاتفه.
سادساً: أخطر ما في الموضوع أنّ القاضية غادة عون بعدما ظهرت في عدة صور الى جانب المرشح للانتخابات النيابية عن طرابلس عمر حرفوش، والذي يُقال إنه حقق ثروة طائلة مشبوهة المصادر كما كشف تحقيق أجرته القناة الفرنسية «M6» بتاريخ 23 تموز 2006، أدلت بتصريحات اتهمت فيها القضاء اللبناني بالتقصير وبالخضوع لآراء السياسيين وأمزجتهم.
وهنا نسأل القاضية عون: هل تحديد كفالة لخروج رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان بخمسماية مليار ليرة لبنانية هو عمل قانوني ومنطقي ومعقول؟!.. أوَليْس هذا القرار التعجيزي، تنفيذاً لأجندة سياسية من جهات عليا مسؤولة في لبنان، بالإضافة الى كل ذلك ثمة أمر مشبوه آخر، فعمر حرفوش أعلن أنّ عدداً من الشخصيات شاركت في الندوة مع السيناتورة غوليه. وقد تبيّـن من وثائق رسمية لمجلس الشيوخ الفرنسي حول التنقلات الخارجية والدعوات الخاصة بهيئات المجلس، ان غوليه قامت بزيارات الى عدد من البلدان مثل اوزبكستان والسعودية ولبنان على نفقة عمر حرفوش نفسه.
وفي لبنان لبّت غوليه دعوات كثيرة لرجل الأعمال الغامض هذا والذي قدّم ترشيحه للانتخابات النيابية المقبلة.
هل يعقل أن تكون القاضية غادة عون، في أوساط المسؤولين، من القلة القادرة التي لم تطلع، ولم تسمع بالمسيرة المشبوهة لعمر حرفوش؟
لقد بذلت القناة الفرنسية الآنفة الذكر جهوداً جبارة للوصول الى أصل ومصدر ثروة حرفوش من دون جدوى، ولكنها تأكدت من إنفاق حرفوش الكثير من الأموال على عارضات أوكرانيات وسفراتهن الى عدد من الدول، وعرضت القناة شريط ڤيديو انتشر بكثافة على وسائل التواصل يثبت ذلك، واصفة حرفوش بـ»البلاي بوي» المليونير و»داندي لبنان».
ألم تحرّك هذه الفضيحة فضول وحشرية غادة عون لتسأل عن مصدر هذا الإنفاق الضخم؟.. ولكن عمر حرفوش ليس رياض سلامة.. وليس صاحب مصرف لبناني.
في كل الأحوال ما حصل في باريس ليس مدعاة للفخر لا لمجلس الشيوخ الفرنسي ولا للقضاء اللبناني.
وبعد، فإنه من غير المنطقي أن تلبّي القاضية دعوة رجل سياسي، وأن تلتقي بالشخص الذي ادّعى على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
إضافة الى ان القانون لا يجيز لها المشاركة في تقديم مداخلة علنيّة والمشاركة في ندوة تحت عنوان سياسي هو مكافحة الفساد..
إنّ تصرّفات القاضية عون سياسية بامتياز في ظل الظروف الراهنة في لبنان وقد «تشير» الى ان القاضية المذكورة تقضي على القضاء اللبناني