قالت السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، إن الولايات المتحدة أنفقت 88 مليون دولار منذ عام 1998 لنزع الألغام المنتشرة في لبنان، مشيرة إلى أن “واشنطن فخورة بما فعلته في لبنان ضمن هذا الجانب”.
وفي مقابلة خاصة عبر قناة “الحرة”، لفتت شيا إلى إن واشنطن قدمت أيضا التوعية بشأن مخاطر الألغام، وأطرافا صناعية، وكلابا مدربة على العثور على الألغام والذخائر غير المنفلقة.
وأشادت شيا بجهود الجيش اللبناني التي قالت إنه “يضحي لتأمين أراضي بلاده” من خطر الألغام المنتشرة فيها”.
وقالت السفيرة: “عملنا عبر كل البلاد وللأسف الألغام هي إرث مأساوي يواجهه لبنان منذ الحرب الأهلية من عام 1975 إلى عام 1990″، مضيفة أن “هناك ألغاماً من حدود سوريا وعبر كل لبنان وعملنا في كل هذه المناطق”.
وقالت “منذ كانون الأول 2021 عملنا في 66 بلدة وحقل وغابة أرز تم نزع الألغام عنها بشكل كامل”.
وشهدت المنطقة على الحدود بين لبنان وسوريا تركيزا كبيراً، وفقا للسفيرة، لإيجاد الألغام ونزعها وتدميرها.
وقالت السفيرة إن “داعش نشر الألغام بطريقة عشوائية في تلك المنطقة، وحول واقعها إلى “واقع مأساوي يواجهه المواطنون لأنهم أحيانا يتخلون عن الأراضي التي لا يعرفون إن كانت آمنة أو خطرة لهم ولأطفالهم”.
وكشفت السفيرة عن “أننا تقدمنا كثيرا في نزع الألغام على المناطق بين لبنان وسوريا، والمناطق التي زرع داعش فيها الألغام”، مضيفة: “نحن فخورون بالعمل الذي قامت به أميركا بالشراكة مع قوات الجيش لإخراج داعش من هذه المنطقة لكنهم للأسف تركوا الكثير من الألغام”.
وتابعت السفيرة قائلة: “نحن نعمل مع شركاء نثق بهم وهم خبراء في هذا المجال يستخدمون أفضل الآلات والمعدات، ونحن لن نتوقف قبل أن نتأكد من نزع كل الألغام وتدميرها”.
وقالت السفيرة إن أبرز المعوقات التي تواجه عمل الفرق هي “أعداد الألغام الكبيرة التي تمثل تحديا”، كما إن “استعمال الألغام امتد على فترة طويلة وبالتالي هناك تقنيات جديدة ومناطق مختلفة زرعت فيها الألغام وتم نسيانها”.
وأشارت السفيرة إلى أن “الميزانية تتغير كل عام وفقا للمخصصات التي نحصل عليها من الكونغرس، ولكن أيضا هناك مشاورات سنوية مع الكونغرس” من أجل الحصول على تخصيصات.
وحيت السفيرة “القوات المسلحة اللبنانية” التي قالت إنهم أيضا “دفعوا الثمن في العام الماضي حيث جرح أحد الجنود بسبب لغم أرضي”.
وأكدت السفيرة أن “المعلومات العامة والتوعية حول خطر الألغام تمثل جزء لا يتجزأ من مجهودنا”، مضيفة: “لدينا برامج توعوية تستهدف الراي العام والأطفال باللغة المحلية لتقديم النصح للناس بشأن الألغام”.
ولم تحدد السفيرة تاريخا لـ”الخلاص من المشكلة بشكل دائم” لكنها أشارت إلى “إعلان من الجيش اللبناني بأن محافظة الشمال أعلنت خالية من الألغام بشكل كامل”.
وقالت: “ذلك كان نتيجة للنشاط المشترك وأتطلع الى اليوم الذي نعلن فيه أن كل البلاد أصبحت خالية من الألغام”.