يطرح الفيلم الوثائقي الدنماركي ”فرار“ قصة طالب لجوء أفغاني شاب أصبح أكاديميا بارزا في الدنمارك، ودخل الفيلم في السجل الذهبي لجائزة ”الأوسكار“ كأول فيلم مرشح للأصناف الثلاثة: جائزة أفضل فيلم كرتوني، وجائزة أفضل فيلم عالمي، وجائزة أفضل فيلم وثائقي.
وبقطع النظر عن تتويج الفيلم من عدمه، في المسابقة التي سيتم الإعلان عن نتائجها في وقت لاحق، اليوم الأحد، فهو يمثل نجاحا استثنائيا لمخرجه جوناس بوهير راسموسين، وفق ما أكدته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية في تقرير لها.
والفيلم لا يخلو من بعد ذاتي كان منطلقا لفكرته الرئيسية، فقد التقى المخرج جوناس ببطل الفيلم أمين (وهو اسم مستعار حرص صاحبه على أن يكون مجهولا منذ بدء المشروع) منذ أن كانا مراهقين.
ويقول جوناس لـ“لوموند“: ”كان عمري 15 عاما وكان عمره 16 عاما، في أحد الأيام وصل إلى قريتي بمفرده قادما من أفغانستان وتم إيواؤه مع عائلة حاضنة، ثم تعلم الدنماركية بشكل مفاجئ وبسرعة وكان دائما يرتدي لباسا جيدا، كنت أراه في الحافلة كل صباح للذهاب إلى المدرسة وأصبحنا أصدقاء، في ذلك الوقت كنت أشعر بالفضول لمعرفة مصدره ولماذا قدم إلى الدنمارك، لكنه لم يرد التحدث عن ذلك وأنا أحترم رأيه“.
وتتابع الصحيفة الفرنسية، رواية قصة نشأة الفيلم، وقالت إنه ”منذ حوالي خمسة عشر عاما اقترح جوناس على أمين، الذي أصبح أكاديميا محترما، إجراء مقابلة معه حول ماضيه“، ويقول المخرج: ”أخبرني أنه لم يكن جاهزا بعد لكنه عندما يكون مستعدا سيثق بي“، وفق تعبيره.
واستغرق إعداد الفيلم سبع سنوات، وفيه يروي جوناس حقائق ووقائع مثيرة عن هروب اللاجئ الأفغاني، حيث كان من الممكن أن تُقتل عائلته بأكملها، وكان الشاب مستعدّا للفرار إلى الدنمارك سيرا على الأقدام بمفرده، وإن كان ”هذا أمر لا معنى له ولا يمكن تصديقه“ كما يعلق المخرج، لكن هذه هي القصة التي رواها المراهق آنذاك لسلطات الهجرة الدنماركية وتمسك بها لأكثر من عقدين، حتى أنه سجل كل التفاصيل في دفتر صغير أسود اللون للتأكد من عدم نسيانها، بحسب ما تؤكده الصحيفة الفرنسية.
ويؤكد المخرج أنه قبل تصوير الفيلم استشار فريق العمل أحد المحامين وكان عليهم التأكد من أنه مهما كشفه لن يُتهم أمين بالكذب للحصول على حق اللجوء،
وأضاف: ”اكتشفنا في ذلك الوقت أنه حصل على وضع اللاجئ لا بسبب قصته ولكن لأنه كان من أفغانستان وكان قاصرا غير مصحوب بعائلته“.
ويستعيد الفيلم رحلة أمين الحقيقية، فقد هرب الصبي الصغير من أفغانستان مع جزء من عائلته في أوائل التسعينيات في خضم الحرب الأهلية، وكان وحده هو الذي وصل إلى الدنمارك.
ولسرد القصة قام المخرج جوناس بوهير راسموسن بتضمين لقطات أرشيفية تتذكر الأخطار التي تهدد اللاجئين بشكل عام مثل حاوية بدون أوكسجين وقارب غارق ومخيم؛ حيث الظروف غير الصحية تسبب نوعا من الإهانة للاجئين.
المصدر: إرم نيوز