الرئيس الأميركي: لم أهدد الرئيس الصيني لكنني تحدثت بصراحة معه حول تبعات تقديم مساعدة لروسيا
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، إنه سيكون هناك رد إذا استخدمت روسيا الأسلحة الكيمياوية في أوكرانيا.
وأضاف بايدن خلال تصريحاته على هامش اجتماع حلف الناتو: “لم أهدد الرئيس الصيني، لكنني تحدثت بصراحة معه حول تبعات تقديم مساعدة لروسيا، وقلت له إن مستقبل اقتصاد بلاده مع الغرب وليس مع روسيا”.
وأفاد بيان صادر عن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الخميس، بأن هجوم روسيا على أوكرانيا هو أخطر تهديد للأمن الأوروبي منذ عقود، معلنا نشر المزيد من الطائرات القتالية في شرق أوروبا، وأن رفع قدرة الحلف القتالية ستستمر في شرق أوروبا.
البيان الذي تلاه أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، قال إن عمليات روسيا في أوكرانيا أدت إلى تقويض السلام في أوروبا، مشيراً بالقول: سنزود أوكرانيا بالمعدات القتالية وأخرى للتعامل مع أي هجمات كيميائية. وأضاف أن أي استخدام روسي للأسلحة المحرمة سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
كما أعلن الموافقة على 4 كتائب عسكرية جديدة ليصبح لدى الحلف 8 مجموعات قتالية، مؤكداً أن دول الحلف قررت زيادة الإنفاق على الدفاع.
أمين عام الحلف أكد بالقول إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصعيدي وغير مسؤول ومزعزع للاستقرار.
وفي وقت سابق، قال ستولتنبرغ إن قوات الحلف لن تقوم بفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. وحذر روسيا من العواقب الوخيمة لاستخدام السلاح الكيمياوي في أوكرانيا.
كماجدد التأكيد على أن الحلف لن يرسل قوات لأوكرانيا، قائلا “نعمل لضمان عدم توسع الصراع في أوكرانيا للدول المجاورة”.
وكان ستولتنبرغ قال الأربعاء إن قادة الناتو من المقرر أن يوافقوا على نشر المزيد من القوات في أوروبا الشرقية لردع روسيا عن “غزو” أي دولة عضو في الحلف، وإرسال معدات إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع ضد الهجمات الكيماوية أو البيولوجية.
وفي حديثه عشية سلسلة من اجتماعات قمة بالعاصمة البلجيكية بروكسل تركز على الحرب في أوكرانيا، قال ستولتنبرغ إن أربع مجموعات قتالية جديدة، يتراوح قوامها عادة بين 1000 و1500 جندي، يتم تشكيلها في المجر وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا.
وأضاف أن القوات ستبقى في مكانها “طالما كان ذلك ضروريا”، مع العلم أن لدى الناتو حاليا تحت قيادته حوالي 40 ألف جندي من عدة دول، وهو عدد يقول قادة عسكريون إنه عشرة أضعاف عدد القوات التي كانت هناك قبل شهور قليلة.
وتابع “إلى جانب قواتنا الموجودة في دول البلطيق وبولندا، فإن هذا يعني أنه سيكون لدينا ثماني مجموعات قتالية متعددة الجنسيات تابعة لحلف شمال الأطلسي على طول الجانب الشرقي، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.
ولدى الحلف أيضا 140 سفينة حربية في البحر، و130 طائرة في حالة تأهب قصوى”.
وصرح ستولتنبرغ للصحفيين بأن تصرفات روسيا أصبحت “الوضع الطبيعي الجديد لأمننا، وعلى الناتو أن يستجيب لهذا الواقع الجديد”.
جزء من هذا الواقع الجديد كان تهديدات مستترة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية، ومحاولات لما يقول أعضاء بالناتو إنها عمليات “مزيفة” محتملة لاستغلالها كذريعة لاستخدام الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا.
وقال ستولتنبرغ إنه من المرجح أن يوافق قادة الناتو على إرسال المزيد من المساعدة إلى أوكرانيا، بما في ذلك معدات لدعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
ويعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن حضور اجتماع الناتو، بالإضافة إلى اجتماعات قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
وأضاف ستولتنبرغ أن “أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيغير تماما طبيعة الصراع، وسيكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي وله عواقب بعيدة المدى”. ورفض القول ما إذا كان مثل هذا الهجوم سيكون خطا أحمر قد يجر الناتو إلى الحرب.
وكحلف، لا يزود الناتو أوكرانيا بالسلاح. بل أن هدفه هو فقط الدفاع عن أعضائه ضد الهجوم الروسي. ويرفض التحالف الذي يضم 30 دولة إرسال قوات إلى أوكرانيا، سواء للقتال أو لحفظ السلام، وقال إنه لن ينشر طائرات لحماية المدنيين ولن يفرض منطقة حظر طيران. لكن الدول الأعضاء تقدم الأسلحة والمساعدات الأخرى، بشكل فردي أو جماعي.
وتحرص أكبر منظمة أمنية في العالم على تجنب الانجرار إلى حرب مع روسيا التي تمتلك إحدى أكبر الترسانات النووية في العالم.
لكن ستولتنبرغ قال إنه بخلاف إثارة الفوضى في أوكرانيا، فإن “أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو الأسلحة البيولوجية، قد يكون له أيضا عواقب وخيمة على الدول الحليفة في الناتو”.
وخلال قمة الخميس، من المتوقع أن يدعو القادة الصين- التي يتهمها الغرب بتقديم الدعم المعنوي، إن لم يكن العسكري، لبوتين- للمساعدة في إنهاء الحرب.
وفي هذا الصدد قال ستولتنبرغ “انضمت بكين إلى موسكو في التشكيك في حق الدول المستقلة في اختيار طريقها.. قدمت الصين لروسيا الدعم السياسي، بما في ذلك من خلال نشر الأكاذيب الصارخة والمعلومات المضللة، ويشعر الحلفاء بالقلق من أن الصين يمكن أن تقدم الدعم المادي للغزو الروسي”.
المصدر: العربية