عاد مدير إدارة المخابرات العامة السورية، واليد اليمنى لبشار الأسد في قضايا الخارج، علي مملوك، إلى الساحة السياسية بعد اختفاء عن المشهد العام دام أشهراً وحديث عن إبعاد تم بشكل قسري، وهذه المرة وكله في مهمة اهتمام خاصة بالانتخابات اللبنانية.
بحسب موقع Intelligence Online الفرنسي الإثنين 21 مارس/آذار 2022، فإن بشار الأسد أرسل علي مملوك مؤخراً إلى طهران للتفاوض على تقليل نفوذ الميليشيات الشيعية الخاضعة لسيطرة إيران، كما وكَّله بالإشراف على الانتخابات المقبلة في لبنان وتقديم الدعم للموالين لسوريا.
يشار إلى أن الموقع ذاته من نشر خبر ابتعاد المسؤول في النظام السوري عن المشهد العام في يناير/كانون الثاني 2022.
مسؤوليات “مملوك” تنوعت بين قضايا خارجية، مثل المصالحة الإقليمية وعودة سوريا إلى الهيئات الدولية، بجانب قضايا داخلية التي على شاكلة المفاوضات مع الأكراد، وغيرها.
وفقاً للموقع الاستخباراتي الفرنسي، فإن مملوك يراقب عن كثب المرشحين اللبنانيين الموالين لسوريا ويراقب المعارك الدائرة لاختيارهم.
يقول الموقع إن المسؤول في النظام السوري يراقب بصفة خاصة الدائرة الانتخابية بعلبك الهرمل، التي يتنافس عليها الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن العام جميل السيد، ومرشحان آخران مشهوران بقربهما من دمشق، كذلك يراقب مملوك الممثلين في منطقة عكار الشمالية.
آخر ظهور له في بغداد
كانت شائعات قد أشارت، في يوليو/تموز 2019، إلى أن “مملوك” أُقيل من منصب “رئيس مكتب الأمن الوطني” وخلفه نائبه اللواء محمد ديب زيتون. لكن المراسلات الرسمية واصلت الإشارة إليه بصفته رئيس مكتب الأمن الوطني حتى بعد هذا التاريخ.
أما في مارس/آذار 2020، فشوهد “مملوك” مع بشار الأسد وهما يستقبلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة دمشق. غير أنه منذ ذلك الحين، اختفى اسم “مملوك” من المراسلات القادمة من القصر الرئاسي، برغم أن ذكره كان اعتيادياً في إطار زياراته العديدة إلى الخارج وعدم الإعلان عن مغادرته منصبه.
كما أكد الموقع الاستخباراتي أن “مملوك”، الذي كان دائماً حريصاً على السفر إلى الخارج، شوهد لآخر مرة علناً في بغداد خلال شهر سبتمبر/أيلول 2021. وكان قد تولى مسؤوليات تتعلق بالخلاف بين سوريا والأردن، وهي قضية تعامل فيها سراً مع نظرائه في دائرة المخابرات العامة الأردنية اللواء عدنان الجندي، ثم اللواء أحمد حسني.
بخلاف ذلك، كان “مملوك” نشطاً في هذا التواصل مع الجانب الأردني في أثناء اندلاع الثورة السورية، رغم قطع العلاقات الدبلوماسية رسمياً بين دمشق وعمّان، “لكن المؤسف بالنسبة له أن وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، وعملاءه في جهاز الاستخبارات العسكرية، حصدوا ثمار عمله الشاق عندما سافروا إلى عمّان في 19 سبتمبر/أيلول 2021، ليمهِّدوا الطريق أمام أول مكالمة هاتفية بين الأسد والملك عبد الله الثاني، في 3 أكتوبر/تشرين الأول”، وفقاً للموقع الفرنسي.
في حين تابع الموقع: “صحيحٌ أن هناك حاجةً لمعالجة عدد من القضايا الإقليمية، من ضمنها المصالحة مع الإمارات وعودة سوريا إلى الإنتربول وإلى الجامعة العربية، لكن مملوك لا يضطلع على ما يبدو بأي دورٍ في محادثات ما بعد الصراع التي تنخرط فيها سوريا”.
شائعات حول أدواره
يشار إلى أنه في 11 مايو/أيار عام 2015، انتشرت شائعة تفيد بمحاولة علي مملوك، الانقلاب على نظام الأسد كالنار في الهشيم، وذلك بعد أن نشرت صحيفة The Telegraph البريطانية تقريراً عن تلك المحاولة، على لسان أحد المقربين من الأسد، والذي رفض ذكر اسمه.
حينها اتُّهم مملوك- بحسب ما أوردته الصحيفة- بإجراء محادثات سرية مع المخابرات التركية ودول أخرى تدعم المعارضة السورية، إضافة إلى إجراء محادثات مع شخصيات منفيَّة من سوريا مثل عمّ الرئيس السوري، رفعت الأسد.
إلا أن الإعلام السوري الرسمي أنكر تلك الشائعات، وحمَّل الإعلام الخليجي مسؤولية نشرها، وظهر علي مملوك فيما بعد إلى جانب بشار الأسد بدمشق في أثناء لقائهما مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي.
وعلى الرغم من تأكيد صحف مثل The Guardian البريطانية هذه الشائعات، فلا أحد يعلم ماذا حدث فعلاً خلف كواليس اختفاء علي مملوك عن الأنظار في تلك الفترة.
المصدر:عربي بوست