ذكرت صحيفة “نيزافيسمايا” الروسية أنه لأول مرة منذ انطلاق العملية العسكرية الخاصة لروسيا داخل الأراضي الأوكرانية، يلوح في الأفق بصيص أمل بشأن إنهاء إراقة الدماء.
وقالت في تقرير لها إن موسكو عرضت على كييف حلا وسطا لا يستطيع الجانب الأوكراني رفضه من حيث المبدأ، مشيرة إلى أن هذا العرض يقوم على اتخاذ أوكرانيا موقفا حياديا مع تقديم الضمانات الأمنية الدولية لها ووقف إطلاق النار.
ونسبت الصحيفة إلى مساعد الرئيس الروسي ورئيس وفد موسكو للمحادثات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي أن الجانب الأوكراني عرض فكرة اعتماد كييف وضعا محايدا على غرار السويد أو النمسا كأساس للتسوية.
وأضاف ميدينسكي “نناقش حاليا مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بحجم الجيش الأوكراني. وقد عرضت أوكرانيا أن تكون دولة محايدة على النموذج السويدي أو النمساوي ومنزوعة السلاح مع امتلاك جيش وقوات بحرية في نفس الوقت”.
قمة بين بوتين وزيلينسكي
وقالت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أنهم اقتربوا بالفعل من صياغة اتفاق يرضي الطرفين.
وبعد اجتماع جمعه مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لم يستبعد لافروف عقد محادثات بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني بوساطة تركية للتوصل إلى اتفاق نهائي، وهو ما سبق أن طالب به زيلينسكي في العديد من المناسبات.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن استعداد بلاده لتنظيم مفاوضات على أراضيها تجمع بين بوتين وزيلينسكي، بينما أفاد لافروف بأنه لا توجد عقبات تحول دون تنظيم هذا الاجتماع الذي سيكون بمثابة اتصال بين الرئيسين من شأنه تعزيز الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي من الطرفين لم يكشف بعد عن مضمون الصياغة المحددة للاتفاقية الجديدة، في حين اقتصرت تصريحات مسؤولي البلدين على ذكر بعض تفاصيل التسوية التي تمت مناقشتها.
أوكرانيا ستتخلى عن إغلاق الأجواء
ونسبت إلى ميخائيل بودولياك -أحد أعضاء الوفد الأوكراني- قوله إن أوكرانيا ستعمل مع “شركاء غربيين” للتخلي عن سياسة “إغلاق الأجواء”.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن اتخاذ أوكرانيا موقفا محايدا يقتضي منحها ضمانات فعالة بشأن عدم التعدي على سيادتها. كما تحتاج روسيا بدورها إلى ضمانات بشأن عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وهو ما تعهّد به زيلينسكي مؤخرا. ومع ذلك، تقول نيزافيسمايا إن كييف لم تقدم ضمانات فعلية وملموسة بشأن التخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو.
وأشار الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف إلى أن القواعد التشريعية الحالية مثل تكريس دستور أوكرانيا لمبدأ الحياد غير كاف لضمان عدم انضمامها إلى الناتو.
وترى الصحيفة أن وقف إطلاق النار هو القضية الرئيسية التي تركّز عليها روسيا وأوكرانيا والغرب، ونقلت عن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال أن “مناقشة وضع أوكرانيا ممكنة فقط في حال وقف إطلاق النار”.
المصدر : الصحافة الروسية