ارتبط وصف (جيش الكعب العالي) بالقوات المسلحة الأوكرانية بعد تداول صور صيف العام الماضي لمجندات فيه بأحذية نسائية، لكن مع بدء العمليات العسكرية الروسية أثبتت النساء في أوكرانيا أنهن جزء مهم من عمليات الدفاع عن مختلف المدن.
وتُشير الإحصائيات إلى أن النساء يمثلن 15% من الجيش الأوكراني، وأن هناك نساءً غير مسجّلات رسميًّا ضمن الجيش بل شاركن فيه بعد دورات تدريبية مكثفة في حمل السلاح فقط.
وقالت كيرا روديك عضوة البرلمان الأوكراني “أعتقد أن الأعداد أعلى من ذلك. في حين أن 15% من الجنود قد يكونون من النساء فإن هناك المزيد من النساء اللواتي يقاتلن في مجموعات المقاومة”.
وتواجه النساء في أوكرانيا خيارًا صعبًا حيث تسمح الأحكام العرفية لهن بالمغادرة إلا أن العديد منهن قررن إرسال الأطفال إلى المناطق الآمنة والبقاء للدفاع عن بلادهن.
وقالت أولغا كوزيتسكا “أرسلت أطفالي بعيدًا وبقيت هنا في (مدينة) لفيف، ولأني مصممة أزياء أعمل على توفير الملابس للجنود وتلقيت تدريبًا عسكريًّا للدفاع عن مدينتي”.
كنتُ طبيبة
بدورها، تُدافع تاتيانا شيفتشينكو – وهي إحدى المجندات الجدد – عن بلادها جنبًا إلى جنب مع الرجال.
وأوضحت دورها قائلة “أنا مستعدة، سأطلق النار وأقاتل من أجل بلدي، كنت طبيبة مدنية الآن أنا طبيبة مقاتلة أحمل السلاح، هذه قضية عمري”.
وأضافت “أردت الانضمام إلى الجيش في 2014 عندما تدخلت روسيا في شبه جزيرة القرم ولكن كان لدي ابن يبلغ عمره 5 سنوات ولم أستطع الذهاب”.
العجوز وحصيرة اليوغا
ومع بدء العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا شاركت الجدة فالنتينا كونستانتينوفسكا (79 عامًا) في حفر الخنادق وتوفير الإمدادات وبناء أبراج المراقبة دون الالتفات إلى عمرها أو قدراتها البدنية، فأصبحت مصدر إلهام للعديد من النساء.
وقالت الجدة “لقد حلمت منذ 2014 بأن أتعلم استخدام البندقية لكنهم أخبروني بأني كبيرة في العمر لكن اليوم أنا مستلقية على حصيرة اليوغا في معطف حريري بلون الليمون للتدرب على التصويب باستخدام بندقية هجومية من طراز AK-47”.
أخشى أن أقتل إنسانا.. لكنها بلادي
في هذا السياق، قالت كيت ماتشيشين وهي إحدى المجندات الجدد “تعلمت إطلاق النار وأخشى أن أقتل إنسانا مثلي لأن فطرة المرأة تميل إلى حماية الآخرين، لكن يجب أن أدافع عن بلادي”.
وتابعت “النساء الأوكرانيات قويات وهوايتي الرئيسية هي الملاكمة، وسيكتشف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مدى قوتهن. لقد قتل أطفالنا، سنجعله يدفع الثمن”.
النساء والجيش
وأصبحت النساء جزءًا من الجيش الأوكراني منذ ثلاثة عقود وزادت نسبة التحاقهن بالجيش بعد العام 2014 إثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
ودخل قانون جديد حيز التنفيذ -عام 2018- ينص على أنه يتعين على النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 18 و60 عامًا أن يسجلن ليتم تجنيدهن في حالة اندلاع حرب كبرى، ليتمكن من حمل السلاح والدفاع عن بلادهن.
وفي يوليو/ تموز الماضي، انتشرت العديد من اللقطات المصورة لمجندات الجيش الأوكراني بأحذية الكعب العالي خلال تنظيم عرض عسكري احتفالًا بمرور 30 عامًا على الاستقلال الأوكراني في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي.
وتسببت هذه الصور في ردود غاضبة وسخرية واعتبرها البعض إهانة للنساء.
ويشار إلى أن أكثر من 31 ألف امرأة على الأقل تخدم في القوات المسلحة الأوكرانية بينهن أكثر من 4 آلاف برتبة ضابط، كما شاركت 13 ألف منهن في القتال ضد الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي البلاد منذ اندلاع النزاع المسلح الدامي في 2014.
المصدر : الجزيرة + صحف ومواقع أجنبية