صاروا ٦٤ الى زوجي الحبيب حسن شقور أطال الله في عمرك
اليوم تطوي صفحة مشرفة ومباركة من حياتك العملية التي جاوزت ال الأربعين عامًا أمضيتها وانت تعمل بشغف وحب.اليوم تغادر مبنى تلفزيون لبنان الذي أعطيته من قلبك ومن وقتك على حساب راحتك وراحة عائلتك الصغيرة ، تتنقل في طوابقه لتلاحق وتشرف وتتابع كل كبيرة وصغيرة كي تقدم أفضل ما يمكن أن يقدم من برامج ومسلسلات.اليوم تنتهي المؤامرات التي أتتك ممن دعمت وساعدت وحاربت وواجهت ووقفت الى جانبهم ليستمروا في العطاء وكنت تسامح ولا تقف عند الإساءات وهم هم أنفسهم ، الشامتون والشتامون المسيؤون الحاقدون سيبكون كما ستبكيك حجارة مبنى تلفزيون لبنان ،التي ستفتقد خطواتك في طوابقها ، وخصوصاً الطابق الرابع الذي كان لا يهدأ ولا يستطيع النوم والراحة ، الا قرابة منتصف الليل عندما كانت تسمع دعسات قدميك وهي تهم بك عائدة الى منزلك مرتاح البال والضمير . اليوم سيهدأ جرس التليفون الذي كانت رناته تلاحقك حتى وانت تتناول العشاء . اليوم ستتوقف عن مراقبة البرامج والبث المباشر التي كنت تتسمر أمام الشاشة الصغيرة لمراقبة أي خطأ قد يحصل لتسارع الى تفاديه . اليوم لن تكون مدير البرامج والانتاج ، ولن تكون المخرج عند الضرورة ، ولا المصور ، ولا مراقب المونتاج ،ولا حتى عامل الهاتف ، لترد على الإتصالات .اليوم لن تعمل قاضي الصلح عند أي إختلافات بين الموظفين في التلفزيون .حسن شقور يا نصفي الجميل لقد مارست في أدائك ما أوصت به الأديان السماوية فكنت من الصالحين والمؤمنين بكل لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ، مرورًا بالجبل والبقاع هؤلاء هم من عرف معدنك الأصيل ، عاملتهم كما يعامل الأب أبناءه ، لم تفرق بينهم يوماً عاملتهم بالتساوي ،هؤلاء هم أكثر من سيفتقدون كلمتك الطيبة ، وترحيبك وسعة صدرك .حسن شقور حملت أمانة إستمرارية تلفزيون لبنان في أصعب الظروف التي مر بها ونجحت ، لأنك إبن وأخر ابناء الزمن الجميل للتلفزيون الأم تلفزيون كل لبنان ، عاصرت الكبار الذين مروا به وأعطوه من قلبهم ليتربع على عرش الأعلام ، نجحت لأنك تتلمذت على أيدي الفرد بركات وابراهيم قعوار ومحمد عالية والحبيب الغالي على قلبي وعلى كثر مثلي الأب الروحي لتلفزيون لبنان أنطوان ريمي . أتمنى وأدعو أن يطيل الله في عمرك بعدد السنيين التي خدمت بها تلفزيون لبنان ،لتبدا الان ومن اليوم مرحلة جديدة في حياتك فأنت الدكتور المثقف الذي تعرف كل شيء الا المكائد. اليوم ستعود الى بيتك الدافىء ربحتك أنا وعائلتك التي يحق لها أن تتمتع برؤيتك أكثر من ذي قبل ،صحيح انك أديت الأمانة بتعليمهم ووقفت الى جانبهم ولكن آن الاوان أن ترتاح وتتمتع برؤيتهم وتقضي معهم أجمل الاوقات وهم حولك يستمتعون باحاديثك وتجربتك في الحياة ليتعلموا منها الدروس.الشكر كل الشكر لله ولتلفزيون لبنان الذي كان السبب بأن جمعني بك ، واتمنى أن يبقى هذا التليفزيون ذاكرة الوطن والزمن الجميل الذي عملت به مع كبار فلوا ،وهم في مكانهم خائفون على انهياره . اليوم أقول لك كل عام وأنت حبيبي وتاج أزين وأرفع به رأسي كل عام وأنت بخير وعقبال المية ،يا رفيق الدرب وأختم كما كنت تسمع مني دعائي الدائم، (ياخد من عمري ويعطيك )،