اشارت رابطة تمثل عدداً من أصحاب الودائع في «بنك عودة» في لبنان إلى أن إدارة البنك قررت إغلاق أكثر من 30 حساباً تخص لبنانيين يحملون الجنسية البريطانية أو أقارب لهم، وذلك بعد الحكم الذي صدر عن محكمة بريطانية ضد مصرفين لبنانيين، هما «بنك عودة» و«سوسيتيه جنرال» وقضى بتحويل أموال محتجزة لشخص لبناني يحمل الجنسية البريطانية، تصل إلى 4 ملايين دولار أودعها في المصرفين. وهو أول حكم بريطاني يلزم مصارف لبنانية بتحويل أموال أحد المودعين المحتجزة في لبنان. وتخشى المصارف أن يشجع هذا الحكم مودعين آخرين يمكن أن يرفعوا قضايا أمام محاكم خارجية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد المسؤولين في بنك عودة أن البنك سيطلب من المقيمين في بريطانيا الذين لهم ودائع في لبنان أن تطبق عليهم الشروط التي تطبق على أي شخص يفتح حساباً جديداً… «أي لا تحويلات دولية ولا سحب نقدي. وإذا لم يتم قبول هذا، لن يكون أمام البنك خيار سوى إغلاق الحساب».
وقال مسؤول بنك عودة إن البنك لم يطلب من العملاء التنازل عن الحق في رفع دعاوى قضائية.
ويقول البنك إن الحكم البريطاني سيؤدي إلى عدم مساواة في المعاملة بين المودعين، إذ سيستطيع المودعون الأثرياء أصحاب الإقامة في بريطانيا الحصول على جميع أموالهم على حساب آخرين لا يستطيعون رفع مثل هذه القضايا.
ولا يزال أكثر من مائة مليار دولار محتجزة في النظام المصرفي المتعثر منذ 2019. عندما انهار الاقتصاد بسبب الفساد والهدر في لبنان والإنفاق الحكومي غير المنضبط.
وفي غياب أي قيود رسمية على رأس المال، منعت البنوك إلى حد كبير عمليات سحب الدولارات وتحويلها للخارج، مما أثار العديد من الدعاوى القضائية التي تباينت نتائجها.
وقالت المحامية في رابطة المودعين دينا أبو زور لـ«رويترز» إنه منذ صدور الحكم البريطاني، أبلغ بنك عودة عشرات العملاء بإغلاق حساباتهم وإصدار شيك بالرصيد عند كاتب عدل.
كما تم إبلاغهم أنه يمكن إعادة فتح الحسابات إذا وقعوا على استمارة تنازل عن الحق في إجراء تحويلات دولية أو سحب دولارات في لبنان، والقبول بأن يكون شيك سداد مقبولاً للرصيد.
وقالت دينا أبو زور إن إجمالي المبالغ التي يؤثر عليها ذلك بعشرات الملايين من الدولارات.
ويقول بنك عودة إنه يعتزم الامتثال للأمر البريطاني، لكنه سينظر في خياراته بشأن استئناف الحكم.
وقالت مليحة بدر ريدان التي تحمل جواز سفر بريطانيا إنها تلقت مكالمة من موظف في بنك عودة يقول إن حسابها أُغلق وتم إصدار شيك بالرصيد. وذكرت أنهم قالوا لها إن سبب ذلك أنها تحمل جواز سفر بريطانياً،
وقال لبناني آخر يحمل جنسية بريطانية إن البنك أبلغه الأمر نفسه.
وقال متحدث باسم السفارة البريطانية: «يدل هذا الوضع المؤسف على تداعي الاقتصاد اللبناني ويسلط الضوء على ضرورة أن تتبنى الحكومة اللبنانية إصلاحات اقتصادية شاملة».
المصدر: الشرق الأوسط