لم تتسبب الحرب في أوكرانيا فقط في تخلي الحكومة الألمانية عن سياستها الخارجية “السلمية” التقليدية وزيادة ميزانيتها العسكرية بشكل كبير، بل كذلك في إعادة التفكير باستخدام الملاجئ القديمة المقاومة للإشعاع النووي.
وتحاول برلين استباق اندلاع حرب نووية بعد تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذلك، وإجراء جرد كبير لملاجئ البلاد المضادة للأسلحة النووية، بحسب الصحافة الألمانية.
وينتشر في ألمانيا وخاصة قسمها الغربي عدد كبير من هذه الملاجئ يقترب من 1400 كان قد تم التخلي عنها والتوقف عن صيانتها المكلفة منذ عام 2007.
لكن عودة الحرب في أوكرانيا والتصريحات الأخيرة لبوتين أثارت قلق الحكومة والمسؤولين عن الحماية المدنية. بعد وضع قوات الردع النووية الروسية في حالة تأهب والهجوم على محطة زابوريزيا للطاقة النووية الأوكرانية، قالت وزارة الداخلية الألمانية إنه ستتم مراجعة عمليات تفكيك الملاجئ في البلاد.
وقررت الحكومة الفيدرالية تعزيز الوسائل التي تم وضعها لحماية السكان من خلال إعادة التفكير في بروتوكولات الطوارئ الخاصة في حالة وقوع هجوم نووي وإعطاء أهمية أكبر للسلطات المتخصصة في إدارة هذا النوع من الأزمات.لكن إعادة تأهيل الملاجئ المحصنة لا تزال “مثيرة للجدل” فليس من المؤكد أن الملاجئ التي يعود تاريخها إلى الحرب الباردة ستصمد أمام الأسلحة النووية الحديثة، كما أن عددها لم يكن أبداً كافياً لإيواء جميع السكان.
المصدر:مونت كارلو