كتبت رحيل دندش في جريدة الاخبار:
قررت قطر منع استيراد بعض أنواع الخضروات من لبنان كإجراء احترازي نظراً إلى ارتفاع في نسب التلوث سجّلها فحص العيّنات في الشهور الماضية.
وجاء في التعميم الصادر عن قسم صحة المنافذ ومراقبة الأغذية القطري أنه سيتم ابتداءً من 7/11/2021 “منع استيراد النعناع، البقدونس، الكزبرة، البقلة، الزعتر، والملوخية من لبنان نظراً إلى ارتفاع نسبة متبقّيات المبيدات، بكتيريا إيكولاي، والرصاص بشكل متكرر في نسبة كبيرة من العينات التي خضعت للتحليل خلال الأشهر الماضية”.
“الكارثة في الأمر أن المزارع، في العادة، يصدّر المنتج الأفضل بالنظر إلى المعايير الدولية الدقيقة. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي حال المنتج الذي يستهلكه السكان المحليون في غياب أي رقابة؟”، بحسب البروفسور في العلوم الجرثومية والغذائية عصمت قاسم.
وكانت دراسة قد نشرت نهاية تموز الماضي أكّدت أن نحو 70% من الأنهار في لبنان غير صالحة ميكربيولوجياً للريّ، فيما 30 في المئة من الأنهار غير صالحة حتى للسباحة، وحذّرت من تأثير هذا التلوّث على الصحة العامة، سواء من خلال الاحتكاك المباشر بالمياه عبر السباحة، أو عبر الطعام المَرويّ بمياه ملوثة. وعزت تلوث مياه الري الى التعديات على مجاري الأنهار وغياب البنى التحتية، ما ساهم في اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الأمطار، وعدم اكتمال مشاريع معامل تكرير مياه الصرف الصحي والصناعي، وانتشار مكبّات النفايات وتصريف فضلات الحيوانات والمصانع في مياه الأنهار…
قاسم أشار إلى أسباب أخرى تقف وراء نتائج الفحوصات التي جعلت قطر تتخذ هذا الإجراء، ما يؤثر على التصدير الزراعي في هذه الظروف القاسية، منها “ضعف الرقابة، وغياب الكهرباء الذي يعطّل سلسلة حفظ المأكولات. فمع خضروات ملوثة أساساً، يؤدي غياب التبريد إلى تكاثر البكتيريا”، لافتاً إلى أن هذا التلوث لا يمكن اكتشافه بغير الفحوص المخبرية، «فمن الممكن أن تكون رائحة الخضار جيدة وشكلها ممتازاً، لكن ذلك لا يعني أنها ليست ملوّثة. والأمر نفسه ينسحب على اللحوم والأجبان». وأوضح أن تلوث الخضار لا يكون خارجياً فقط ولا يمكن التخلص منه بالغسل لأن هناك مواد كيميائية تمتصّها النبتة. ويضيف: «نحن نتحدث عن مأكولات نأكلها نيئة من دون طهي، ما له تبعات خطيرة على الصعيد الصحي”.