إنّ النجاحَ يولدُ من الإصرارِ والعزيمةِ فيوكلُ الصبرُ الإنتظارَ والترويّ إلى حين تحقيقِ الهدف. نساءٌ لبنانياتٌ كثيراتٌ من مختلفِ الأعمارِ حوّلنَ هذا النجاحَ إلى هويةٍ شخصيةٍ حملنَها عاليًا صوتًا، فخرًا وشهرةً. فإن حلِمت ثابرَت وإن حقَّقت مبتغاها لمعَت برونقةٍ أحاديةٍ بمختلفِ المجالات. وإن دخلنا عالمَ الإعلامِ والصّحافة لتوجَّهنا إلى تكريمِ جميعَهن، فهنَّ إكليلٌ مرصّعٌ بالألماسِ يلمعُ مع كلّ خطرٍ يتعرّضنَ له للدّفاع عن وطنهنَّ، يتلألأ بلمعيةٍ فتّاكة مع كلّ نضالٍ يشهدْنَ عليه إلى جانبِ النساءِ الأخريات، تتمواجُ ألوانُه مع كلّ تضحيةٍ يقمنَ بها من أجل عائلاتهن. هنَّ كبارُ فنِِّ الكتابة، فنِّ الحرّية والإستقلالية. أصواتُهن تداخلت المسامعَ فغدَت إلى ما لا نهاية من الجرأة وتحقيق الذات. وما يشيدُ بالعزّة والفخرِ هو الإرادة التّي امتلكَتها ” ماريا ريمون غانم ” التّي تناهزُ التاسعةَ عشرَ من العمرِ وهي تُعدُّ أصغر َصحافيّة في لبنانَ حيثُ بدأت مسيرَتها كصحافيّة في عمر ال١٦ وهي لا تزالُ طالبةً في المدرسة. بدأت عندها بتلقّي دروسًا في الصّحافة المكتوبة في أكاديمية جريدة النّهار على يدِ الدكتور رضوان عقيل الذي ساهمَ بنشأتها المتميزة، كما تفوّقت على جميعِ زميلاتها كتابةً وإلقاءً فأشادَ الجميعُ الإعجابَ بما قامَت به من خلالِ برنامجٍ خاصٍ قدَّمته إلى مدرّبتها، فأودَعتهم معرفةً بأنّ صغرَ السِّنِ ليس إلّا تسجيلًا حرفيًا على الهوية فقط. إصرارها التّام والجدّية التّي التزمت بها في مجالِ الإعلامِ المرئيّ والمسموعِ وهي في ال١٧ من العمرِ أجمعا على أنّها أسطورةٌ يفتخرُ بها دائمًا إلى ما بعدَ الأجيالِ القادمة. في شباط ٢٠١٨ ضمَّ ” أسعد الأسعد ” رئيس تحرير مجلة أخبار العربية ماريا إلى العمل معه حتّى يومنا هذا، بعدما قامت بتغطيةِ حدث ما بسرعةٍ فائقةٍ وعلى أكمل وجه. وقد قامت ماريا غانم بنشرِ أوّلَ كتابٍ لها تحت عنوان ” سجنكَ حريتي “. كلّ الشكرِ والدعمِ إلى الشابةِ المتواضعةِ والصحافيّة المتميّزة ” ماريا غانم ” متأمّلين لها نجاحاتٍ عديدةٍ في مسيرتها الصّحافيّة تتخطّى الواقعَ المطلوب.
بقلم كريستابيل نجم