وزع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة التقرير العالمي للمخدرات لعام 2021 أشار فيه إلى أن “حوالى 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في كل أنحاء العالم خلال العام الماضي، بينما يعاني أكثر من 36 مليون شخص من الاضطرابات الناتجة من تعاطي المخدرات”.
وذكر أن “خلال السنوات ال24 الأخيرة، ازدادت قوة التأثير العقلي للقنب بمعدَّل وصل إلى 4 أضعاف في بعض أنحاء العالم، إلا أن عدد المراهقين الذين يرون أنه ضار انخفض بنسبة تصل إلى أربعين في المائة، وذلك رغم وجود أدلة تشير إلى أن تعاطي القنب يرتبط بالكثير من الأضرار الصحية وغيرها، لا سيما بين المستخدمين بشكل منتظم، وعلى المدى البعيد”.
وأشار البيان إلى أن “البلدان في معظمها أبلغت عن زيادة معدل تعاطي القنب أثناء الجائحة، وأكدت الدراسات الاستقصائية التي أجراها العاملون في قطاع الصحة ب77 بلدا أن تعاطيه ازداد بنسبة 42 في المئة. كما لوحظ ارتفاع في الاستخدام غير الطبي للعقاقير الصيدلانية في الفترة ذاتها”، لافتا إلى أن “تعاطي المخدرات في تزايد، إلا أن العلاج القائم على أساس علمي أصبح أكثر توافرا”، وقال: “لقد ازداد عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2019 بنسبة 22 في المئة، ويرجع ذلك إلى أسباب منها النمو السكاني العالمي. واستنادا إلى التغيرات الديمغرافية وحدها، تشير التوقعات الحالية إلى زيادة في عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات على الصعيد العالمي بنسبة 11 في المئة بحلول عام 2030. كما تشير، وبصفة خاصة، إلى زيادة ملحوظة قد تصل إلى نسبة 40 بالمئة في إفريقيا، بسبب النمو السريع لسكانها ولصغر أعمارهم”.
أضاف التقرير: “طبقا للتقديرات العالمية الأخيرة، فإن حوالى 5.5 في المئة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، بينما يعاني 36.3 مليون شخص أو 13 في المئة من إجمالي عدد الأشخاص المتعاطين، من اضطرابات التعاطي. وعلى الصعيد العالمي، يقدَّر عدد متعاطي المخدرات عن طريق الحقن بأكثر من 11 مليون شخص، نصفهم يعاني من التهاب الكبد الوبائي C، ولا تزال المواد الأفيونية تشكل العبء الأكبر من الأمراض المرتبطة بتعاطي المخدرات. وعلى مدى العقدين الماضيين، تيسر الحصول على الأفيونيات الصيدلانية الأكثر استخداما في علاج المصابين باضطرابات استخدام المواد الأفيونية، وهي الميثادون والبوبرينورفين. كما ازدادت الكميات المتاحة للاستخدام الطبي بستة أضعاف منذ عام 1999، من 557 مليون جرعة إلى 3,317 مليون جرعة يوميا بحلول عام 2019، مما يشير إلى أن العلاج الدوائي القائم على أساس علمي أصبح متاحا في الوقت الحالي أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي”.
وتابع: “رغم عدم ظهور أسواق المخدرات على شبكة الإنترنت المظلمة إلا خلال العقد الأخير، فإن مبيعات الأسواق الرئيسية من خلالها أصبحت تقدر حاليا بما لا يقل عن 315 مليون دولار سنويا. ووضعا في الاعتبار أن هذا التقدير لا يمثل سوى نسبة بسيطة من إجمالي مبيعات المخدرات، فإن هذا الاتجاه تصاعد بنسبة أربعة أضعاف من 2011 إلى منتصف عام 2017، ومن منتصف عام 2017 إلى 2020”.
وأشار إلى أن “الابتكار السريع في التكنولوجيا، إلى جانب قدرة وتكييف أولئك الذين يستخدمون منصات جديدة لبيع المخدرات والمواد الأخرى، من المتوقع أن يؤدي إلى سوق عالمية تتوافر من خلالها كل أنواع المخدرات بسهولة في كل مكان، ويمكن أن يؤدي ذلك بدوره إلى تغييرات متسارعة في أنماط التعاطي وأن تترتب عليه آثار على الصحة العامة كما ورد في التقرير”.
وأوضح التقرير أن “أسواق المخدرات استأنفت عملياتها بشكل سريع بعد الانقطاع الأولي في بداية الجائحة، وأدى ذلك إلى بعض التطورات في السوق العالمية للاتجار غير المشروع في المخدرات. كما أسرع من بعض التطورات الأخرى، ومن بينها: زيادة في الشحنات التي تحمل كميات أكبر من المخدرات، وأيضا في استخدام الطرق البرية والمائية في الاتجار، فضلا عن زيادة استخدام الطائرات الخاصة لذلك الغرض، وتصاعد استخدام الأساليب التي لا تتطلب الاحتكاك الشخصي المباشر لتوصيل المخدرات إلى المستهلكين. هذا وأثبتت أسواق المخدرات مرونتها من جديد أثناء الجائحة، وقدرة المتاجرين على التكيف السريع مع البيئة والظروف المتغيرة”.
ولفت إلى أن “تنوع سلاسل توريد الكوكايين إلى أوروبا يؤدي إلى انخفاض الأسعار وارتفاع الجودة، وبالتالي يهدد القارة بمزيد من التوسع في سوق الكوكايين. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى اتساع نطاق الضرر المحتمل في المنطقة. ولقد انخفض عدد المؤثرات العقلية الجديدة التي ظهرت في السوق العالمية من 163 في عام 2013 إلى 71 في عام 2019، مما يعكس الاتجاهات في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا. وتشير النتائج إلى أن نظم الرقابة الوطنية والدولية نجحت في الحد من انتشار المؤثرات العقلية الجديدة في البلدان ذات الدخل المرتفع، وهي الدول التي ظهرت فيها المؤثرات العقلية الجديدة للمرة الأولى منذ عقد مضى”.
وأشار إلى أن “جائحة كوفيد-19 أدت إلى ابتكار في الخدمات المقدمة للوقاية والعلاج من المخدرات. وقام الكثير من الدول بتوظيف الخدمات الطبية عن بعد وتوسيع نطاقها بسبب الجائحة، مما يعني أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يمكنهم الآن تقديم المشورة أو التقييمات الأولية لمتعاطي المخدرات عبر الهاتف، واستخدام النظم الإلكترونية لتقديم الوصفات الطبية الخاضعة للرقابة”.
وختم التقرير: “لا يزال أثر جائحة كوفيد-19 على التحديات المتعلقة بالمخدرات غير مفهوم بشكل كامل حتى الآن، إلا أن التحليلات تشير إلى أن الجائحة جلبت صعوبات اقتصادية متزايدة من شأنها أن تجعل الزراعة غير المشروعة للمخدرات أكثَر جاذبية للمجتمعات الريفية الهشة. كما تجدر الإشارة إلى أن التأثير الاجتماعي للجائحة تضمن زيادة الفقر وعدم المساواة واضطرابات الصحة العقلية، خصوصا بين الفئات المستضعفة، وبالتالي فإنه قد يدفع المزيد من الناس إلى تعاطي المخدرات”.
والي
وتحدثت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي فقالت: “إن قلة الإدراك بمخاطر تعاطي المخدرات ترتبط بارتفاع معدلات التعاطي، حيث تبرز نتائج التقرير العالمي للمخدرات لعام 2021 الصادر عن المكتب الحاجة إلى سد الفجوة بين التصور والواقع، من أجل توعية الشباب والشابات وحماية الصحة العامة”.
أضافت: “إن عنوان اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها لهذا العام هو “شارك حقائق عن المخدرات. أنقذ الأرواح”، وهو العنوان الذي يؤكد أهمية تعزيز القاعدة الاستدلالية وزيادة الوعي العام، حتى يتمكن المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني والأُسر والشباب والشابات من اتخاذ قرارات مستنيرة وتوجيه جهودهم الرامية إلى الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجه، والتصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالمخدرات على نحو أفضل”.
المصدر: ” الوكالة الوطنية للإعلام “