تعرف العلاقات الاجتماعية بأنها الروابط الموجودة بين الناس بدافع التعامل المستمر فيما بينهم، وتتميّز هذه العلاقات بأنّها لا تقوم على تبادل المصالح والمنافع المادية بل تقوم على المنافع المعنوية كإشباع رغبة الإنسان في التواصل مع غيره، بالإضافة إلى تكوين دائرته الخاصة من الأشخاص الذين يجدهم عندما يحتاجهم، وتتضمّن العلاقات بين أفراد الأسرة، والأصدقاء، والجيران بالإضافة إلى زملاء العمل، وأي علاقة فيها نوع من التواصل الجيد، وتعتبر العلاقات الاجتماعية مهمّة جدّاً في حياة الإنسان، لما تضفيه من بهجة وسعادة ومعانٍ إلى حياته وشخصيّته، يمكننا جميعاً أن نبني علاقات إنسانية أفضل من خلال تنقية أذهاننا وممارسة بعض الأعمال الأساسية الضرورية، فلا يولد الأشخاص بقدرات طبيعية لتطوير وبناء علاقات كبيرة مع الآخرين.تقول الدكتورة دينا حسن الخبيرة النفسية،هذه المهارات كغيرها يمكن تعلُّمها وإتقانها إذا لاحظ المرء الحاجة إليها وأخذ الوقت والمجهود الكافيَين لتطويرها.
كيف نبني علاقات صحيحة
-الاستماع جيّداً كل شخص لديه الرغبة الكبيرة في أن يُسمع وُيفهم. لسوء الحظ القليل منا تعلَّم كيف يكون مستمعاً جيّداً. معظم الناس ينشغلون بالتفكير في ما يريدون قوله بدلاً من الاستماع إلى ما يقوله الشخص الآخر.
-طرح الأسئلة الصحيحة إن أفضل طريقة لإعلام الناس بأننا نسمعهم هي التأكّد من أننا أولاً نفهم ما يقولونه. وللقيام بذلك علينا أن نحفر أعمق ونطرح الأسئلة. نكرّر لهم ما قالوه بكلماتنا الخاصة للتأكّد من أن ما سمعناه منطقياً بالنسبة إلينا. أحد الطرق الممكنة لتحقيق ذلك هو القول: “ما سمعتك تقوله كان …”. عندما يشعر الآخرون بأننا نقوم بمحاولة صادقة لفهمهم، يصبحون أكثر انفتاحاً لمشاركتنا بالمزيد مما يفكّرون به. وهذا يعمِّق العلاقة ويضعنا في فئة الأشخاص الذين يريدون البحث عنهم والتحدّث معهم.
-التركيز على الشخص ككل نحن نميل إلى تذكُّر وتقدير الأشخاص الذين يسألوننا إن كان كل شيء على ما يرام، حتى لو لم نخبرهم بأننا منزعجون. هذا يدلنا بأنهم يهتمون لنا، ونحن جميعاً نريد ذلك. عندما يتحدّث شخص ما، لا تركّز فقط على نمط كلامه، بل أيضاً على تعابير وجهه ولغة جسده. لاحِظ عندما لا تتطابق كلمات الشخص مع تعابير وجهه أو لغة جسده. هذا سيفتح أبواباً لإجراء محادثات أعمق وأكثر جدوى، التي من شأنها أن تؤدّي إلى تنمية الثقة وإقامة روابط أقوى.
تذكُّر الأشياء المهمة بالنسبة للآخرين
ليس هناك صوت أكثر جمالاً لآذاننا من صوت إسمنا. تذكُّر أسماء الناس هو الخطوة الأولى لبناء العلاقة، وتذكُّر الجوانب الهامة الأخرى عنهم تُواصل عملية البناء. سيخبروننا ما هو مهم في حياتهم، كل ما علينا فعله هو الاستماع والتركيز. عندما يتحدّثون عن أحد أفراد الأسرة، أو حدث، أو هواية، وتضيء وجوههم، ركِّز على هذا الامر جيداً، فهو مهم بالنسبة إليهم. ليس علينا أن نتذكَّر كل شيء عنهم، فقط التركيز حول أسمائهم وجزء واحد مهم من المعلومات.
-الثبات والتحكّم بالعواطف الناس الذين يتقلّب مزاجهم كثيراً ما يعانون من صعوبة بناء العلاقات الحقيقية. بغضّ النظر عن مشاعرنا، نحتاج إلى أن نكون قادرين على وضع هذه المشاعر جانباً بشكل مؤقّت للاستماع الكامل للآخرين. إذا كنا نمر في فترة نعيش فيها مشاعر قوية تُجنّبنا أن نكون حاضرين تماماً مع الشخص الآخر، فمن الأفضل إخبار هذا الشخص بما يحدث معنا على أن تظاهر بالاستماع. سيقدِّر صدقنا وانفتاحنا.
–الانفتاح ومشاركة الأفكار مع الآخرين في الوقت المناسب جميعنا نعرف أشخاصاً يخبروننا بقصة حياتهم كلها في الدقائق الخمس الأولى بعد لقائنا، طبعاً لن تكون لدينا أية رغبة في الاستماع. لبناء علاقات قوية نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على متابعة أنفسنا وتبادل الأفكار عندما يكون ذلك متوافقاً وعمق العلاقة. يُظهر بُناة العلاقة الجيدة مشاركتهم لمشاعر الآخرين عبر عكس عواطف الشخص المتحدّث. تقاسُم الإثارة، الفرح، الحزن، الإحباط، وخيبة الأمل يساعدنا على الاتصال بالآخرين. شارك حالة من تجربتك الخاصة عندما يكون ذلك ممكناً، لإظهار أن بإمكانك ربط تجاربك مع الآخر، ولكن بحيث ألا تطغي أو تتنافس مع تجربتهم. وهذا يتطلّب التعاطف والحساسية تجاه مشاعرهم.
–كن صادقاً، واثقاً بنفسك، متواضعاً، جديراً بالثقة، إيجابياً، ومرحاً الناس الذين يبنون علاقات جيّدة يشعرون بالرضا عن أنفسهم ويبحثون دائماً عن الإيجابية في عالمهم. إنهم حقاً يريدون الأفضل للآخرين وكذلك رؤيتهم ينجحون. طاقة الناس الذين يتمتّعون بالارتياح النفسي، التفاؤل، والإيجابية تخلق جواً من الطمأنينة يجعلنا نريدهم أن يحاوطوننا، ويقضون أوقاتهم معنا. إنهم لا يستغيبون الآخرين ويحافظون على ما نقوله لهم. كونهم واثقين من أنفسهم، لا يشعرون بالحاجة للفت الانتباه إليهم. دائماً لديهم الوقت للآخرين في حياتهم. هم الذين يعملون على تعليم الذات لمدى الحياة ويسعون إلى فُرَص تحسينها.
المصدر: ” سيدتي “