تعقد وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، بعد ظهر اليوم الخميس، “مؤتمر تعبئة” لدعم الجيش اللبناني بالتنسيق مع الأمم المتحدة وإيطاليا، وتفتتحه مع نظيرتها اللبنانية زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون. والمؤتمر يعقد عبر تقنية الفيديو لتقديم دعم بعشرات ملايين اليورو من المواد الغذائية والقطع والمعدات والوقود والمساعدات الصحية.
وسيقرر المؤتمر كيف تُرسل المساعدات، إما مباشرة وإما بتخصيص أموال لشرائها. وقد مهّد للاجتماع مسؤول في مكتب الوزيرة بارلي أمس قائلاً إن فرنسا “ملتزمة منذ زمن دعم لبنان، وعقدت في الماضي مؤتمرات لمساعدته على حل المشكلات التي يواجهها بسبب الصعوبات الهيكلية للاقتصاد اللبناني، وذلك منذ عام 2018 وبعد انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس الماضي”. وأوضح المسؤول أن اجتماع اليوم “مكرّس لمساعدة القوات العسكرية اللبنانية فقط وليس للاقتصاد اللبناني، وهي مساعدة إنسانية طارئة وليست مساعدة بنيوية طويلة الأمد مثلما حصل في اطار مسار روما”.
ولفت الى أن وزارة الدفاع الفرنسية قررت عقد هذا المؤتمر “لأن القوات العسكرية اللبنانية تواجه مصاعب منذ أشهر لتلبية حاجاتها الأساسية مثل الشعب اللبناني. وقد لاحظنا أن الجيش يتحمل عواقب الأزمة الاقتصادية، وأن رواتب العسكريين شهدت انخفاضاً مقداره 90 في المئة في ظروف التضخم الذي بلغ 50 في المئة، وهناك الكثير من الجنود الذين باتوا غير قادرين على تلبية حاجاتهم الأساسية لهم ولعائلاتهم من مواد غذائية وصحية، كما أنه أصبح من الصعب جداً الحفاظ على معداتهم وصيانتها، لأن الجزء الأكبر من موازنة الجيش صار يستخدم لظروفه المعيشية”.
وأضاف أن هذه “مشكلة كبرى، لأن الجيش هو عمود البلد ويمنع تدهور الأحوال الأمنية في ظل ظروف سياسية واجتماعية سيئة جداً”. وقال إنه “ينبغي مساعدة الجيش اللبناني لكي يقوم بمهمته، وأن الجنرال جوزف عون تحدث عن الموضوع مع السفارة الفرنسية في لبنان ثم في فرنسا مع وزيرة الدفاع، حيث أكد أن الجيش بحاجة الى مواد غذائية وقطع غيار ووقود من كل الأنواع، وهي ليست طلبات بمئات الملايين لكنها تقدر بعشرات الملايين”.
وأشار المسؤول ذاته الى أن المسألة “ليست رقم المساعدات المالية بل تحديد الدعم ونوعية المساعدات”. وقال إن بارلي التقت أمس في قمة الناتو نظيرها الأميركي و”تحدثت عن هذا الموضوع، وقد رحب بهذه المبادرة وأكد أن وزارة الدفاع الأميركية ستُمثّل بالتأكيد”. ويشارك في المؤتمر مساعد وزير الدفاع الأميركي ووزراء من المجموعة الدولية لدعم لبنانGIS ومنظمات دولية والاتحاد الأوروبي ونحو 20 دولة.
وأكدت كل من قطر والإمارات العربية المشاركة على صعيد وزاري، فيما قال المسؤول الفرنسي إن المملكة العربية السعودية لم تفصح بعد عمن سيمثلها. وأضاف أنه سيتم الإعلان عن إرسال بعض المعدات من قطع غيار وغيرها من مساعدات صحية وغذائية، طحين وحليب على سبيل المثال.
المصدر: ” النهار العربي “