رفضت المحكمة الجنائية الدولية الطعن المقدم من راتكو ملاديتش، المعروف باسم “سفاح البوسنة” الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في مذبحة سربرنيتسا عام 1995، التي راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف رجل وصبي بوسني مسلم.
وأدين راتكو ملاديتش بتهم ارتكاب جرائم التطهير العرقي وجرائم اخرى.
ويلقب ملاديتش بسفاح البوسنة بسبب الفظائع وجرائم الحرب التي اقترفتها القوات التي كان يقودها ضد مسلمي البوسنة وعلى رأسها مجزرة سربرينتسا خلال الحرب في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
بعد توقف حرب البوسنة عام 1995 عاش ملاديتش حياته بشكل اعتيادي رغم أنه كان مطلوبا للمحكمة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وبعد 16 عاما من الملاحقة تم إلقاء القبض عليه في مايو/أيار 2011 شمالي العاصمة الصربية بلغراد، بينما كان يستعد لممارسة رياضة المشي في الحديقة.
قائد جيش
وشغل الجنرال ملاديتش منصب رئيس أركان جيش صرب البوسنة إبان الحرب، واعتبر إلى جانب الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش – الذي ألقي القبض عليه عام 2008 – من رموز حملة التطهير العرقي ضد الكروات والمسلمين إبان الحرب.
وبدأ مساعدو ملاديتش في تسليم أنفسهم للمحكمة بدءاً من عام 2004، بعد تزايد الضغوط الدولية على جمهورية صربيا. وكان راديفوي ميليتيتش وميلان غفيرو من أبرز القادة الذين قدموا للمحاكمة بتهم التورط في ارتكاب عمليات تطهير عرقي.
ولد ملاديتش في عام 1942 في قرية كالينوفيك في البوسنة وأصبح ضابطا في صفوف الجيش اليوغوسلافي إبان حكم الزعيم اليوغوسلافي الراحل جوزيف تيتو.
ومع حلول عام 1991 وبدء تفكك يوغوسلافيا، تولي ملاديتش قيادة الفيلق التاسع في الجيش لمواجهة القوات الكرواتية في كنين. ثم تولي قيادة الجيش الثاني اليوغوسلافي ومقره سراييفو.
وفي عام 1992 صوتت جمعية صرب البوسنة لتكوين جيش “صرب البوسنة” وتم تعيين ملاديتش قائدا له.
ويعتبر ملاديتش من أوائل المحرضين على حصار سراييفو وقاد هجمات الصرب في عام 1995 على سربرنيتسا التي كانت تخضع لحماية الأمم المتحدة وارتكب واحدة من أسوأ الفضائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقامت القوات الصربية آنذاك بقصف سربرنيتسا بالمدفعية والصواريخ على مدار خمسة أيام قبل أن يدخلها ملاديتش وبصحبته طاقم تصوير. وفي اليوم السادس وصلت حافلات ونقلت النساء والأطفال إلى منطقة أخرى وقام الجيش الصربي بتجميع الرجال والصبيان البالغين من العمر ما بين 12 عاما و77 عاما ” للتحقيق معهم في جرائم حرب”.
وبعد خمسة أيام من اجتياح القوات الصربية للمدينة تم قتل حوالي 8 آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة. وعاد ملاديتش بعد انتهاء الحرب إلى بلغراد ليعيش تحت حماية الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش الذي تم اعتقاله حكمت عليه المحكمة لاحقا بتهم ارتكاب جرائم حرب أيضا لاحقا.
المصدر: ” بي بي سي نيوز “