نظم “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية” بالتعاون مع مؤسسة (Hanns Seidel) الألمانية، ورشة تفكير ونقاش بعنوان “التكنولوجيا الرقمية والإنسان: متى تصيب ومتى تتجاوز حدودها؟”، في قاعة المحاضرات 1188، العائدة لمركز تموز – جبيل، بحضور المسؤول الإقليمي لـ”هانز زايدل” كريستوف دوفارتس وفاعليات تربوية وصحية وبلدية ودينية واجتماعية وطلبة جامعيين في مرحلة الدراسات العليا.
وتحدث في الجلسة الإفتتاحية: رئيس “مركز تموز” أدونيس العكره، دوفارتس، طوني غريب مندوب “هانز زايدل” في لبنان، ومنسق أعمال الورشة نديم منصوري.
وشدد العكره على “توثيق أواصر التعاون بين مركز تموز وهانز زايدل، لما لهذا التعاون البناء من دور في تفعيل الحراك المدني، على المستويين الفكري والثقافي”.
بدوره، ثمن دوفارتس “مسيرة العمل المشترك، التي ترقى إلى بضع سنوات”، متوقفا عند “وحدة المنطلقات والخيارات والانتظارات بين شريكي هذه المسيرة”.
ثم عقدت ست جلسات عمل، أنكبت على أطروحة الورشة، عبر العناوين الآتية: التكنولوجيا الرقمية والإنسان، التكنولوجيا الرقمية ومستقبل الصحة، التكنولوجيا الرقمية والاستهلاك، المخاطر الأمنية للتكنولوجيا الرقمية، التكنولوجيا الرقمية ومستقبل البيانات، تعزيز الحوكمة الرقمية في إدارة الكوارث والأزمات.
التوصيات
وخلصت جلسات العمل إلى المقترحات والتوصيات الآتية:
“1- المطلوب أنسنة التكنولوجيا وليس رقمنة الإنسان، عبر إيجاد مدونة أخلاقية رقمية، على غرار ما هو رائج في مجال البيولوجيا ومجال الإيكولوجيا (أخلاقيات الطب، وأخلاقيات الهندسة الوراثية وأخلاقيات البيئة)، فتكون أخلاقيات التكنولوجيا.
2- التركيز على انترنت الإنسان وليس انترنت الأشياء، فبدون أنسنة الابتكار والإبداع لا يكتب النجاح لأي مجتمع.
3- يجب مواجهة ما يطلق عليه “الحتمية الرقمية”، من خلال تأصيل وعي تكنولوجي، من منظور قيمي إنساني.
4- التربية على المواطنة الرقمية، في إطار مهارات ومنظومة قيم، وتسليك هذه التربية، أي جعلها سلوكا يوميا لمستهلكي التكنولوجيا الرقمية. وهنا يبرز دور المدرسة والجامعة، كما الأهل، للقيام بهذه المهمة.
5- إسهام المدرسة -كما الجامعة- في عمليةالتحول الرقمي، من خلال توفير البنية التحتية الرقمية، وتجهيز الصف التوافقي، وتأسيس أكاديميا التكنولوجيا والإبتكار، وتطوير المناهج، وإنشاء مجتمع المعلمين، وتعزيز العلاقة مع الشركاء، وصولا إلى المتعلم الإنغماسي (Immersive interactive).
6- ربط مسار الكفايات بين المدارس والجامعات من جهة، وسوق العمل من جهة أخرى، بما يحضر التلامذة لريادة الأعمال. علما أن لحاضنات الابتكار وريادة الأعمال دورا فاعلا في هذا المجال.
7- تجهيز البنية الحاضنة للابتكار، عبر مراكز خدمة المجتمع ومشغل الابتكار ومصنع المحتوى الرقمي.
8- تعزيز دور الاقتصاد الرقمي، في مجالات متعددة، لا سيما على صعيد التجارة الإلكترونية، التي لها منافع شتى (تسريع الحركة الاقتصادية – توفير على المستهلك ماديا – جودة السلعة الخ).
9- في إطار تعزيز التكنولوجيا الرقمية، لا بد من اعتماد تقنية النانو (Nanotechnology)، من منطلق امتلاكها القدرة على كفاءة استهلاك الطاقة، والمساعدة في تنظيم البيئة، وحل العديد من المشكلات في المجال الطبي، والزراعي، وإلى قدرتها في زيادة الإنتاج الصناعي، بتكاليف منخفضة.
10- لا بد من استحداث الحكومة الإلكترونية -وقد غدا لها انتشار واسع في العديد من الدول- لما لها من دور فاعل في كبح الفساد والرشوة وتسهيل معاملات المواطنين.
11- بما يخص الإدمان، في مجال الانترنت، ينبغي التركيز على دور العائلة، عبر علاقات أسرية (بين الوالدين والأبناء)، مبنية على التفاعل الإيجابي، تراعي حدي الإفادة من المعلومات وعدم الإفراط في تعاطي الانترنت”.
المصدر: ” الوكالة الوطنية للإعلام “