أكد الوزير السابق يوسف سلامه في تصريح، أن “وثيقة لقاء الهوية والسيادة السياسية طالبت بحياد لبنان، كون الحياد ثقافة حياة وليس فقط دساتير جامدة وكلمات شعرية مسالمة”.
وقال :”إن موقف وزير الخارجية الأخير وردود الفعل المحلية عليه خير دليل أن هذه الدولة برموزها ومؤسساتها وقادتها لا تشبه طبيعة شعبنا وقدره ورسالته، وأننا نعيش عصر انحطاط سياسي بدأت ملامحه تتبلور منذ عقود ونضجت براعمه في هذا الزمن الرديء”.
وتابع:”مما لا شك فيه أن ردة فعل معاليه في مقابلته مع قناة الحرة مدانة ومستنكرة أشد الاستنكار، فهي تتنافى مع الثقافات الدبلوماسية المتراكمة عبر التاريخ الاستقلالي، غير أن معظم ردود الفعل عليها التي صدرت من القيادات اللبنانية أساءت إلى كرامة لبنان وكرامة دول الخليج بالقدر نفسه الذي أساء لهم كلامه، كونها اختصرت العلاقة بين لبنان والخليج بعلاقة متسول مع فاعل خير وأغفلت البعد الانساني والاخلاقي والثقافي والسياسي الذي يجب أن تدور حوله كل الطروحات”.
وختم:”لا أيها السادة، إن علاقة لبنان بمحيطه تنطوي على تكامل إنساني وحضاري وتفاعل إنمائي وحياتي، فبئس زمن تحول فيه معظم القادة إلى متسولين على ضفتي المحاور الإقليمية بدل أن يكونوا رواد محبة وتواصل وتعاون وسلام. رحم الله شارل مالك وآل تقلا وفؤاد بطرس ومن ورائهم بشاره الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب، وأعان لبنان كي ينجو من الانهيار الكبير المنتظر ويعالج أزماته بوعي وإتقان، علما أنه يستحيل ذلك إلا من خلال انتفاضة نخبوية راقية تعيده إلى حيث كان وطن الفكر والرقي والحياة المشتركة”.