أخبار عربية – عمان
تعهد الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني بالولاء للملك عبد الله بعد وساطة من الأسرة، وذلك عقب يومين من وضعه رهن الإقامة الجبرية واتهامه بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.
وقال الديوان الملكي إن الأمير حمزة، ولي العهد السابق، وقع رسالة وضع نفسه فيها بين يدي الملك بعد أن التقى مع الأمير الحسن، عم الملك، وأمراء آخرين أمس الاثنين.
وقال الأمير في رسالة نشرها الديوان الملكي: “أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكداً أنني سأبقي على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، سائراً على دربهم، مخلصاً لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزماً بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة. وسأكون دوماً لجلالة الملك وولي عهده عوناً وسنداً”.
وكان الديوان الملكي قد قال على “تويتر” في وقت سابق من الاثنين إن الملك عبد الله أوكل التعامل مع موضوع الأمير حمزة إلى عمه الأمير الحسن، الذي تواصل بدوره مع الأمير ولي العهد السابق.
وأضاف: “أكد الأمير حمزة بأنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله جلالة الملك إلى الأمير الحسن”.
وحذر الجيش، السبت، الأمير من تصرفات قال إنها تمس “الأمن والاستقرار” في الأردن أحد حلفاء واشنطن الرئيسيين. وفي وقت لاحق، قال الأمير حمزة إنه قيد الإقامة الجبرية في المنزل. واعتقلت السلطات عدداً من كبار الشخصيات أيضاً.
وقال مسؤولون، الأحد، إن الأمير حمزة تواصل مع أفراد لهم صلات بجهات خارجية في مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد وإنه موضع تحقيق منذ فترة من الوقت.
وقال الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني في تسجيل صوتي وزعته المعارضة إنه لن يلتزم بالأوامر بعد منعه من أي نشاط ومطالبته بالتزام الصمت.
وفي حين أن الأمير حمزة لا يمثل خطراً مباشراً على الملك، فإن تصرفاته تشير إلى حرصه على تعزيز مكانته لدى الأردنيين العاديين بعد عزله من ولاية العرش.
وقال الأمير حمزة في التسجيل: “أنا ما بدي اتحرك عشان أبدأ أصعد هسه (الآن). بس أنا أكيد مش راح التزم لما يقولك ممنوع تطلع، ممنوع تغرد، وممنوع تتواصل مع الناس. وبس مسموح لك تشوف العائلة”.
وأضاف: “هذا شوية يعني أتوقع إنه مش مقبول بأي شكل من الأشكال. وحالياً منتظر الفرج”.
ومن المرجح أن يهز هذا المخطط صورة الأردن كواحة للاستقرار في الشرق الأوسط.
ولم يتضح السبب الذي دفع المملكة للتضييق على الأمير حمزة الآن، لكنه عرض نفسه لخطر متزايد بتكثيف زياراته في الأسابيع الأخيرة لتجمعات عشائرية ينتقد مشاركون فيها الملك وحكومته بصراحة أكبر.
وقد زاد الغضب الشعبي منذ وفاة تسعة من مرضى “كوفيد-19” عندما نفد الأكسجين من مستشفى حكومي حديث البناء، الأمر الذي كشف عن إهمال أُلقي باللوم فيه على سوء الإدارة والفساد. واستخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع في فض احتجاجات.
وقال المسؤولون إن الأمير حمزة توجه إلى منازل المتوفين لتقديم التعازي في محاولة لسرقة الأضواء من الملك الذي توجه في وقت سابق إلى المستشفى لتهدئة الخواطر.
إحباط شعبي
كان الملك عبد الله قد عزل الأمير حمزة من ولاية العهد في 2004.
وفي تسجيل مصور أرسله محامي الأمير حمزة إلى هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” يوم السبت، اتهم الأمير قادة الأردن بالفساد فيما بدا أنها محاولة لاستغلال مشاعر الإحباط على المستوى الشعبي.
ولا يعتبر الأمير مصدر خطر على النظام الملكي الذي يتمتع بالتأييد الكامل من الجيش والأجهزة الأمنية، لكنه كسب تعاطفاً بين الأردنيين المتشككين في اتهامات الحكومة بأن له صلات بالخارج والذين يقولون إنها حملة لتشويه سمعته.
وقال مغرد على “تويتر” يُدعى علي الطراونة: “هذا اغتيال شخصية بدون أدلة”.
وكتبت مؤيدة للأمير حمزة لم تذكر من اسمها سوى رزان في تغريدة على “تويتر”: “لا خير في بلد يسجن أميره”.
ويرى آخرون أن الأمير مدفوع فقط بالرغبة في الانتقام لتحييده بعد تجريده من ولاية العرش وأنه يحاول كسب الشعبية في التجمعات العشائرية بتقليد نبرة ولغة والده الملك الراحل الذي يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء الشعب.
وقد عمدت الملكة نور والدة الأمير حمزة إلى إعداده لارتقاء عرش المملكة في المستقبل.
وأغضب الأمير حمزة القصر الملكي بمساعيه لكسب ود أبناء العشائر الأقل حظاً الذين شعروا في السنوات الأخيرة بوطأة الانكماش الاقتصادي وعجز الدولة عن مواصلة توفير الوظائف التي كانت تستوعب لفترة طويلة أبناء العشائر في المناطق الريفية والبدوية.
وقال المسؤولون إنه تم اعتقال ما بين 14 و16 شخصاً فيما يتصل بالمخطط.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية، السبت، إن من بين المعتقلين باسم عوض الله، وهو أحد المقربين من الملك وشغل منصب وزير المالية وعمل مستشاراً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك الشريف حسن بن زيد العضو في العائلة المالكة.
وأبدى جيران الأردن وحلفاؤه تضامنهم مع الملك عبد الله فيما أخذته المملكة من تدابير أمنية.