أخبار عربية – يانغون
كتب معارضو الحكم العسكري في ميانمار رسائل احتجاجية على بيض عيد القيامة، الأحد، في حين خرج آلاف آخرون إلى الشوارع للتنديد بانقلاب الأول من فبراير ليواجهوا قوات الأمن التي قتلت منهم ثلاثة على الأقل بالرصاص.
وفي أحدث مظاهر التحدي العفوية، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لبيض كُتبت عليه رسائل مثل “يجب أن ننتصر” و”ثورة الربيع” و”ارحل يا إم إيه إتش” في إشارة إلى الحروف الأولى من اسم مين أونغ هلاينغ رئيس المجلس العسكري. ولا يحتفل الكثيرون في ميانمار ذات الأغلبية البوذية بعيد القيامة.
وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين إن عدد القتلى بلغ 557 قتيلاً حتى ساعة متأخرة من مساء يوم السبت.
وذكر موقع “إيراوادي” الإخباري أن رجلين قتلا في العاصمة نايبيداو عندما أطلقت الشرطة النار على متظاهرين على دراجات نارية. وقالت خدمة “ميانمار ناو” الإخبارية إن رجلاً قتل في وقت سابق في بلدة بهامو الشمالية.
ولم ترد الشرطة والمتحدث باسم المجلس العسكري على الاتصالات الهاتفية للحصول على تعقيب.
وخرج عدة آلاف في مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد، وفي مدن أخرى في شمال وجنوب البلاد. وأظهرت لقطات من قناة “دي في بي تي في نيوز” حشداً ضخماً، يضم الكثير من النساء اللواتي وضعن قبعات مصنوعة من القش، يتدفق في أنحاء بلدة تاز بوسط البلاد وهم يرددون الهتافات.
وعلى الرغم من عمليات القتل، لا يزال المتظاهرون يخرجون يومياً في البلدات الكبيرة والصغيرة رفضاً لعودة الحكم العسكري بعد خطوات مبدئية نحو الديمقراطية على مدى عشر سنوات. وجرى تنظيم العديد من الوقفات بالشموع مساء يوم السبت.
وذكرت جمعية مساعدة السجناء السياسيين أن 2658 شخصاً اعتُقلوا من بينهم أربع نساء ورجل تحدثوا إلى طاقم إخباري لقناة “سي إن إن” في مقابلات في شوارع مدينة يانغون الرئيسية الأسبوع الماضي.
وقال متحدث باسم “سي إن إن” إنها على علم بتقارير عن اعتقالات عقب زيارة الفريق.
وأضاف: “نضغط على السلطات للحصول على معلومات بهذا الشأن وللإفراج الآمن عن أي معتقلين”.
ويشن الجيش حملة للسيطرة على تدفق المعلومات وإسكات المعارضة. وحجب الجيش الاتصال بالإنترنت عن طريق التليفون المحمول وأمر شركات خدمات الإنترنت يوم الجمعة بوقف الاتصال اللاسلكي بالشبكة وحرمان معظم العملاء من الخدمة وإن كانت بعض الرسائل والصور لا تزال تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأصدرت السلطات أيضاً أوامر باعتقال نحو 60 شخصية معروفة، من بينها شخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي ومغنون وعارضات أزياء، بموجب قانون يهدف لمكافحة أي محتوى يحث أفراد القوات المسلحة على العصيان.
ويمكن أن تصل عقوبة التهمة الموجهة إليهم السجن ثلاث سنوات. وحكم الجيش تلك المستعمرة البريطانية السابقة بقبضة من حديد بعد الاستيلاء على السلطة في انقلاب عام 1962 إلى أن بدأ الانسحاب من الحياة السياسية المدنية قبل عشر سنوات وأفرج عن سو تشي بعد سنوات من الإقامة الجبرية في المنزل وسمح بإجراء انتخابات اكتسحها حزبها في 2015.
ويقول الجيش إنه اضطر للإطاحة بحكومة سو تشي لأن الانتخابات التي جرت في نوفمبر وفاز بها حزبها بسهولة مرة أخرى تم تزويرها. ورفضت مفوضية الانتخابات هذا الاتهام.