تجدد الاحتجاجات في لبنان مع تواصل خسائر الليرة.. وتحذيرات من الفوضى

أخبار عربية – بيروت

أحرق محتجون غاضبون الإطارات وسدوا الطرق في أجزاء من بيروت، الثلاثاء، في ظل انهيار العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد.

وقال متعاملون بالسوق إن الليرة سجلت حوالي 15 ألفاً للدولار، بعد أن فقدت ثلث قيمتها في الأسبوعين الأخيرين لتضاهي بصعوبة عُشر قيمتها أواخر 2019، عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان.

وتحول البنوك بين المودعين وودائعهم الدولارية بينما ينتشر الفقر، لكن الساسة المتناحرين لم يطلقوا حتى الآن خطة إنقاذ يمكن أن تسمح بالحصول على مساعدات أجنبية.

وشكا المتظاهر حسين مكية مما وصفه بتلاشي الطبقة المتوسطة، قائلاً إن البلد ينهبه لصوص لا يشكلون سوى ثلاثة بالمئة من السكان.

200 مليون دولار لشركة الكهرباء

إلى ذلك، بحثت لجان برلمانية تقديم قرض طارئ لشركة الكهرباء التي تديرها الدولة بعد أن حذر وزير الطاقة من انقطاع التيار في أنحاء البلاد بنهاية الشهر في حالة عدم توفير مزيد من الأموال.

لكن اللجان لم تعد بأكثر من 200 مليون دولار من أصل حوالي مليار دولار تطلبها الشركة، ويحتاج ذلك المبلغ الآن إلى تصديق البرلمان.

وفي حال تصديق البرلمان على دفع الأموال، ستؤجل العتمة لما لا يزيد عن شهرين، وسط مخاوف من دفعها من ودائع المواطنين.

الدعم باقي.. حتى يونيو

وقال حسان دياب، رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، إن جهوداً جارية لتدبير الائتمان في ظل تناقص الوقود لتوليد الكهرباء. وأضاف أن دعم السلع الأساسية متوافر حتى يونيو.

وصرح دياب لوكالة “رويترز”: “حالياً الحكومة مغطاة بالنسبة لما تدعمه حتى يونيو، إلا أن بعض المواد الأخرى كالمحروقات لا تكفي حاجتنا بعد شهر مارس”.

وكان احتمال إلغاء ذلك الدعم أثار بواعث قلق من زيادة الجوع وتحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من كارثة.

رصيد الدعم

وأبلغ مصدر مسؤول طلب عدم نشر اسمه “رويترز” أن رصيد الدعم ما زال يحوي ما بين مليار و1.5 مليار دولار، لتغطية مواد مثل القمح والوقود والدواء.

وقال المصدر إن احتياطيات لبنان من النقد الأجنبي تبلغ نحو 16 مليار دولار حالياً، مقارنة مع تقدير بنحو 19.5 مليار دولار من البنك المركزي في أغسطس.

وكانت الأزمة اللبنانية تعمقت في أغسطس الماضي عندما دمر انفجار مرفأ بيروت أجزاء واسعة من العاصمة، مودياً بحياة 200 شخص ومجبراً حكومة دياب على الاستقالة.

لكن ثمة خلافات على تقاسم الحصص بين خلفه المكلف، سعد الحريري، وبين الرئيس ميشال عون. ولم يتمكن الحريري حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة لمباشرة إصلاحات ضرورية من أجل الحصول على الدعم الأجنبي.

وثيقة مسربة

وقال متظاهر كان يقف قرب حاجز من حاويات القمامة والإطارات المشتعلة يسد أحد الطرق بالعاصمة: “طفح الكيل.. جُعنا… خلاص انتهينا”.

وفي ظل انسداد الأفق بين المكونات اللبنانية، تداولت وثيقة تعود لإحدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، حذرت من الفوضى والتخريب واستخدام السلاح في الشارع الذي يشهد توتراً بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

والوثيقة المسربة، التي لم ينفها الجانب الأمني، هي لجهاز الأمن العام اللبناني وأشارت إلى أن “المعلومات التي يتم تداولها بالتزامن مع التدهور الاقتصادي والمالي، توضح أن هناك تحضيراً لتصعيد كبير في الشارع من الممكن أن يتطور إلى حصول عمليات ظهور مسلح ضد منازل السياسيين”.

وأشارت الوثيقة إلى أن “الأمور ذاهبة نحو فوضى وتخريب واستخدام السلاح في الشارع، وأعمال نهب وسرقة وتصفية حسابات، بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المعيشي، تنفيذاً لأجندات سياسية وأن التوقيت أصبح بين ليلة وضحاها”.